المايسترو يرحب بكل زائري الموقع
أقسام المايسترو ... يحى رياض
مختارات القراء لهذا الأسبوع
-
بسم الله الرحمن الرحيم أولا / البيانات الاساسيه الاسم /يحيي رياض عرابى قاسم تاريخ الميلاد /10/12/1959 محل الميلاد /قنا –ابوتشت – بلاد...
-
أكدت الفنانة وردة الجزائرية انها لن تعتزل الغناء وستظل تغني حتى تلفظ انفاسها الاخيرة ، لأن الغناء بالنسبة لها هو الحياة والجمهور هو الهواء...
إظهار الرسائل ذات التسميات ديني. إظهار كافة الرسائل
إظهار الرسائل ذات التسميات ديني. إظهار كافة الرسائل
شخصيات عالمية دخلت في الإسلام
الجمعة, نوفمبر 07, 2014 | مرسلة بواسطة
يحيي رياض |
تعديل الرسالة
رجال دين
آدم نويزر: رجل دين بروتيستانتي دخل في الإسلام.
السموأل يحيى: يهودي عالم توراة أسلم وألف إفحام اليهود.
يوسف إستس: قسيس أمريكي سابق.
عبد الأحد داوود: مؤلف "محمد في الكتاب المقدس" بعد أن كان قسيسا كاثوليكيا.
فردريك دولامارك كبير أساقفة جوهانسبرج.
خالد ميلاسنتوس: حاصل على دكتوراه في اللاهوت، وكان الرجل الثالث في مجمع كنائس قارة آسيا.
إنجريد ماتسون: الدكتورة إنجريد ماتسون أستاذة الأديان بكلية هارت فورد في ولاية كونتيكنت الأمريكية، ولدت ونشأت في مدينة أونتاريو الكندية، ودرست الفلسفة والفنون الجمالية في جامعة ووترلو.دخل ماتسون في الإسلام في آخر سنة من سنوات دراستها الجامعية، وسافرت إلى باكستان عام 1987م؛ حيث عملت مع اللاجئين هناك مدة سنة، وحصلت على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من جامعة شيكاجو في عام 1999.
سياسيون ]
كيث إليسون أول عضو مسلم في الكونجرس
إبراهيم باشا الفرنجي: أول صدر أعظم عينه سليمان القانوني بعد ارتقائه عرش الدولة العثمانية.
أوري ديفيس.
دانيال شترايش: سياسي، مدرس للعلوم العسكرية، وعضو سابق في حزب الشعب السويسري.
داود باشا: صدر أعظم.
كيث إليسون:عضو في كونجرس أمريكي
عمر بونجو رئيس الجابون.
روبرت كرين مستشار الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون.
مراد هوفمان السفير الألماني السابق لدى المغرب.
جاك فرانسوا مينو: القائد العام للحملة الفرنسية على مصر بعد نابليون وكليبر.
إرنست دويس ديكر: سياسي إندونيسي.
رولاند ألانسون-وين، خامس بارون هيدلي: نبيل وسياسي بريطاني
سهى عرفات: سيدة أولى فلسطينية، خريجة جامعة السوربون.
منير شفيق: عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومؤلف فلسطيني.
نور الحسين: سيدة أولى أردنية ملكة الأردن أمريكية عربية قرينة.
يعقوب بن كلس.
جاك إيليس: عمدة مدينة ماكون بولاية جورجيا
توركواتو كارديلي: السفير الايطالى لدى السعودية.
.
آدم نويزر: رجل دين بروتيستانتي دخل في الإسلام.
السموأل يحيى: يهودي عالم توراة أسلم وألف إفحام اليهود.
يوسف إستس: قسيس أمريكي سابق.
عبد الأحد داوود: مؤلف "محمد في الكتاب المقدس" بعد أن كان قسيسا كاثوليكيا.
فردريك دولامارك كبير أساقفة جوهانسبرج.
خالد ميلاسنتوس: حاصل على دكتوراه في اللاهوت، وكان الرجل الثالث في مجمع كنائس قارة آسيا.
إنجريد ماتسون: الدكتورة إنجريد ماتسون أستاذة الأديان بكلية هارت فورد في ولاية كونتيكنت الأمريكية، ولدت ونشأت في مدينة أونتاريو الكندية، ودرست الفلسفة والفنون الجمالية في جامعة ووترلو.دخل ماتسون في الإسلام في آخر سنة من سنوات دراستها الجامعية، وسافرت إلى باكستان عام 1987م؛ حيث عملت مع اللاجئين هناك مدة سنة، وحصلت على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من جامعة شيكاجو في عام 1999.
سياسيون ]
كيث إليسون أول عضو مسلم في الكونجرس
إبراهيم باشا الفرنجي: أول صدر أعظم عينه سليمان القانوني بعد ارتقائه عرش الدولة العثمانية.
أوري ديفيس.
دانيال شترايش: سياسي، مدرس للعلوم العسكرية، وعضو سابق في حزب الشعب السويسري.
داود باشا: صدر أعظم.
كيث إليسون:عضو في كونجرس أمريكي
عمر بونجو رئيس الجابون.
روبرت كرين مستشار الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون.
مراد هوفمان السفير الألماني السابق لدى المغرب.
جاك فرانسوا مينو: القائد العام للحملة الفرنسية على مصر بعد نابليون وكليبر.
إرنست دويس ديكر: سياسي إندونيسي.
رولاند ألانسون-وين، خامس بارون هيدلي: نبيل وسياسي بريطاني
سهى عرفات: سيدة أولى فلسطينية، خريجة جامعة السوربون.
منير شفيق: عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومؤلف فلسطيني.
نور الحسين: سيدة أولى أردنية ملكة الأردن أمريكية عربية قرينة.
يعقوب بن كلس.
جاك إيليس: عمدة مدينة ماكون بولاية جورجيا
توركواتو كارديلي: السفير الايطالى لدى السعودية.
موانئ البحر الأحمر: أولى رحلات حجاج البر تعود الجمعة القادم
الثلاثاء, أكتوبر 30, 2012 | مرسلة بواسطة
يحيي رياض |
تعديل الرسالة

أعلنت هيئة مواني البحر الأحمر عن جدول رحلات عودة حجاج البر إلي ميناء نويبع البحري بجنوب سيناء والتي خصصت أربع عبارات لنقل الحجاج من ميناء العقبة الأرني الي ميناء نويبع وهى العبارات " ايلا وعمان وكوين والبرنسيسة ".
وأكد اللواء محمد عبد القادر جاب الله , رئيس هيئة مواني البحر الأحمر أن أولي رحلات عودة حجاج البر سوف تبدأ يوم الجمعة القادم بوصول 2845 حاجا و يوم 3 نوفمبر في ثاني الأفواج من المنتظر وصول 3226 حاجا ويوم 4 نوفمبر سيصل 2276 حاجا والفوج الخامس يوم 6 نوفمبر سيصل 1426 حاجا, والفوج الأخير سيكون في 7 نوفمبر وسيصل 53 حاجا فقط.
وأكد اللواء محمد عبد القادر جاب الله , رئيس هيئة مواني البحر الأحمر أن أولي رحلات عودة حجاج البر سوف تبدأ يوم الجمعة القادم بوصول 2845 حاجا و يوم 3 نوفمبر في ثاني الأفواج من المنتظر وصول 3226 حاجا ويوم 4 نوفمبر سيصل 2276 حاجا والفوج الخامس يوم 6 نوفمبر سيصل 1426 حاجا, والفوج الأخير سيكون في 7 نوفمبر وسيصل 53 حاجا فقط.
فضل ليلة القدر
الأحد, أغسطس 12, 2012 | مرسلة بواسطة
يحيي رياض |
تعديل الرسالة
![]() |
ليلة القدر ، أفضل ليلي السنة ، لقوله تعالي: {إنا أنزلناه في ليلة القدر • وما أدراك ما ليلة القدر • ليلة القدر خير من ألف شهر}.
أي العمل فيها ، من الصلاة والتلاوة ، والذكر ، خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر . أخرج البخاري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من صام رمضان إيماناً واحتساباً ، غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً ، غفر له ما تقدم من ذنبه
وسميت بليلة القدر : لعظم قدرها وشرفها . استحباب طلبها ويستحب طلبها في الوتر ، من العشر الأواخر من رمضان ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في طلبها في العشرة الأواخر
أخرج الشيخان ، عن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ) أخرجه البخاري ومسلم . قال ابن حجر في الفتح – بعد أن أورد الأقوال الواردة في ليلة القدر- : وأرجحها كلها ، أنها في وتر من العشر الأخيرة ، وأنها تنتقل كما يفهم من أحادث هذا الباب .. وأرجاها أوتار العشر ، وأرجى أوتار العشر عند الشافعية ، ليلة أحدى وعشرين ، أو ثلاث وعشرين ، على ما في حديث أبي سعيد وعبدالله بن أنس .. وأرجاها عند الجمهور ، ليلة سبع وعشرين
قال العلماء : الحكمة في إخفاء ليلة القدر ، ليحصل الآجتهاد في التماسها ، بخلاف ما لو عينت لها ليلة لأقتصر عليها . قيامها والدعاء فيها روى أحمد ، وأبن ماجه والترمذي ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله ! أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ، ما أقول فيها ؟ قال قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني
:
فضل شهر رمضان
الجمعة, يوليو 06, 2012 | مرسلة بواسطة
يحيي رياض |
تعديل الرسالة
فضل شهر رمضان
قال الله تعالى
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } (185) سورة البقرة
فضْل الله تعالى شهر رمضان على كثير من الشهور و جعلة أفضل شهور العام ففرض فيه الصيام و أنزل فيه القرآن و فية ينزل القدر و تُغفر الذنوب و يعتِق الله عز و جل من يريد من النار و فية تُصفد الشياطين و هو شهر البركة و شهر الأرحام , و فية ليلة هى خير من ألف شهر , و فيه قال صلى الله عليه وسلم :(( الصوم جُنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم )) ::: رواه البخاري ومسلم ::: وقال أيضاُ صلى الله عليه وسلم : (( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) ::: رواه البخاري ومسلم :::, و كان صلى الله عليه و سلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، كان أجود بالخير من الريح المرسلة )) ::: متفق عليه ::: ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( أفضل الصدقة في رمضان )) فهذا يبين لنا مدى فضل هذا الشهر الكريم و كيف يتقبل فيه الله عز و جل جميع الطاعات و الخيرات و يأمر الناس بصله الارحام فقد فرض الله عز و جل الصيام فيه لعدة اسباب منها زيارة الرحم و الشعور بالفقر إلى الله عز و جل و الشعور بعزة العبادة و لذتها , كما أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يعتكف العشر الأخير من رمضان و قال الذى لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه و سلم (( عمرة في رمضان تعدل حجة )) ::: أخرجه البخاري ::: . فما اعظم هذا الشهر و ما اعظم العبادة فيه , و عن النبى صلى الله عليه و سلم انه قال لما حضر رمضان (( قد جاءكم شهر مبارك افترض عليكم صيامة تفتح فية ابوب الجنة و تُغلق فية أبواب الجحيم و تُغل فية الشياطين , فية ليلة خير من ألف شهر , من حُرم خيرها فقد حُرم )) ::: رواة أحمد و النسائى و البيهقى ::: , و عن النبى صلى الله عليه و سلم قال (( الصلوات الخمس و الجمعة إلى الجمعة و رمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر )) ::: رواة مسلم ::: , و عن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( من صام رمضان و عرف حدودة و تحفظ مما كان ينبغى ان يتحفظ منة , كفر ما قبلة )) ::: رواة أحمد ::: و عن ابى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( من صام رمضان إيماناً و إحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبة )) ::: رواة أحمد و أصحاب السنن :::.
=================
أدعيه
الخميس, مايو 10, 2012 | مرسلة بواسطة
يحيي رياض |
تعديل الرسالة
بسم الله الرحمان الرحيم
دعاء
اللهم إنا نسألك زيادة في الدين
وبركة في العمر
وصحة في الجسد
وسعة في الرزق
وتوبة قبل الموتوشهادة عند الموت
ومغفرة بعد الموت
وعفوا عند الحساب
وأمانا من العذاب
ونصيبا من الجنة
وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم
اللهم ارحم موتانا وموتا المسلمين واشفي مرضانا ومرضا المسليمين
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات
اللهم ارزقني قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد الموت جنة
اللهم ارزقني حسن الخاتمة
اللهم ارزقني الموت وانا ساجد لك يا ارحم الراحمين
اللهم ثبتني عند سؤال الملكين
اللهم اجعل قبري روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار
اللهم اني اعوذ بك من فتن الدنيا
اللهم اني اعوذ بك من فتن الدنيا
اللهم اني اعوذ بك من فتن الدنيا
اللهم قوي ايماننا ووحد كلمتنا وانصرنا على اعدائك اعداء الدين
اللهم شتت شملهم واجعل الدائرة عليهم
اللهم انصر اخواننا المسلمين في كل مكان
اللهم ارحم ابائنا وامهاتنا واغفر لهما وتجاوز عن سيئاتهما وادخلهم فسيح جناتك والحقنا بهما يا رب العالمين
وصلى اللهم وسلم وبارك اللهم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
بروفيسور كندي يعلن إسلامه في الندوة العالمية بجدة .. صور
الجمعة, أبريل 06, 2012 | مرسلة بواسطة
يحيي رياض |
تعديل الرسالة

البروفيسور الكندي ديفيد روي وولكي الذي اعتنق الاسلام بجدة
اعلن بروفيسور كندي يعمل أستاذاً للغة الإنجليزية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة إسلامه في مقر الندوة العالمية للشباب الإسلامي بجدة، ونطق بالشهادتين أمام الشيخ عبد الإله العجلان نائب مدير إدارة البرامج الدعوية بالندوة.
وقال البروفيسور الكندي ديفيد روي وولكي ''Woelke''، الذي غير اسمه إلى (داود): إن اعتناقي للإسلام جاء عن قناعة تامة وبعد دراسة وتَعَرُّف على هذا الدين القيّم.
وعن سبب إسلامه قال: كنت كثير التردد على الكنيسة في بلادي، ولاحظت أن المقارنة التي تُعْقَد بين المسيحية والإسلام تركز في وجود اختلاف كبير بينهما، كما أن وسائل الإعلام الغربية رسمت صورة مشوهة عن الإسلام.
وعليه: '' قررت أن أدرس الإسلام من ناحية ثقافية فقط، لأقف بنفسي على حقيقة هذا الدين، ولإيجاد التشابه بينه وبين المسيحية وبدأت أدرس الإسلام، وبعد دراستي للإسلام قررت قطع صلتي بالمسيحية ''.
وأضاف: ''لما أتيت إلى المملكة العربية السعودية شاهدت صورة مغايرة جداً للصورة المشوّهة التي رسمها الإعلام الغربي عن الإسلام، فقررت زيادة معرفتي بهذا الدين، كما لاحظت أن كثيراً من أصدقائي المسلمين يتمنون دخولي في الإسلام، حتى إن بائع البيتزا كان دائماً يقول لي أتمنى أن تكون مسلماً ''، وقال: '' لاحظت أنني كلما ازددت معرفةً بالإسلام ازددت تعلقاً به، وفي النهاية وجدت نفسي مقتنعاً بهذا الدين ومطمئناً له فقررت اعتناقه ''.
وبالنسبة إلى أسرته قال : ''إنها أسرة متسامحة ومنفتحة، ولكن سيكون الأمر في بدايته غريباً عليهم بسبب الصورة الغربية القاتمة عن الإسلام، ويتوقع أن يسأله أفراد أسرته بشكلٍ خاص عن تعاليم الإسلام وكيف سيتعامل معها، لأن هناك صورة خاطئة في أذهان الغربيين عن هذه التعاليم، ولكن حين أشرح لهم حقيقة هذا الدين فسيتغير موقفهم بإذن الله''.
وكان مشهد إعلان البروفيسور الكندي إسلامه أمام المصلين بالندوة العالمية للشباب الإسلامي بجدة مشهداً رائعاً ومؤثراً، فقد قاموا يعانقونه ويباركون له دخوله في الدين الحنيف، داعين الله أن يتقبل منه ويثبته على هذا الدين. وقدمت له إدارة البرامج الدعوية بالندوة مصحفاً وبعض المطويات والكتب باللغة الإنجليزية

عمر بن الخطاب
الأحد, فبراير 19, 2012 | مرسلة بواسطة
يحيي رياض |
تعديل الرسالة
أبو حفص عمر بن الخطاب (40 ق.هـ / 584م - 23 هـ / 644 م) الملقب بـ "الفاروق". ثاني الخلفاء الراشدين ومن أكابر أصحاب الرسول محمد.
هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهّادهم. يعد أوّل من عمل بالتقويم الهجري. في عهده فتحت بقية العراق وشرقه ومصر وليبيا والشام وفلسطين وفارس وخرسان وشرق الأناضول وجنوب أرمينيا وسجستان (أفغانستان الآن)، وصارت القدس تحت ظل الدولة الإسلامية والمسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين تحت حكم المسلمين لأول مرة. وفي عهده قضى على إحدى أكبر قوتين في زمانه وهي الدولة الفارسية الساسانية، وأنهى الوجود البيزنطي في مصر والشام.
النسب
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي [1] بن غالب [2] بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. ويجتمع نسب عمر بن الخطاب بالرسول محمد في كعب بن لؤي.
أمه حنتمة بنت هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وهي ابنة عمّ كلٍ من أم المؤمنين أم سلمة والصحابي خالد بن الوليد. كما تعتبر أمه ابنة عم أبو جهل[3].يجتمع نسبها مع النبي محمد بن عبد الله في كلاب بن مرة[2].
وهو أبن عمّ زيد بن عمرو بن نفيل الموحد على دين إبراهيم.
وأخوه الصحابي زيد بن الخطاب والذي كان قد سبق عمر إلى الإسلام.
]اللقب والكنية
لقبه "الفاروق" وكنيته "أبو حفص"، أما كنيته، فقد قيل أن الرسول محمد كنّاه بذلك يوم بدر[4]. [5] ويرجع سبب إطلاق المسلمين السنة لقب "الفاروق" على عمر ابن الخطاب، لأنه حسب الروايات أنه أظهر الإسلام في مكة المكرمة وفرق بين الحق والباطل. وكان الناس يهابونه، فعندما آمن وجاء إلى الرسول في دار الارقم بن ابي الارقم قال له: «ألسنا علي حق؟» قال: «بلى» قال: «والذي بعثك بالحق لنخرجن». وخرج المسلمون في صفين صف يتقدمه حمزة وصف يتقدمه عمر فيعتبرون أن فرق الله به بين الكفر والإيمان [6]
وقيل أول من سماه بذلك النبي محمد. فقد روى ابن عساكر في تاريخ دمشق وأبو نعيم في حلية الأولياء عن ابن عباس أنه قال:
« سألت عمر رضي الله تعالى عنه لأي شيء سميت الفاروق؟ قال: أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام، ثم شرح الله صدري للإسلام، فقلت: الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى، فما في الأرض نسمة أحب إلي من نسمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: أين رسول الله صلى الله عليه وسلم " ؟ قالت أختي: هو في دار الأرقم بن الأرقم عند الصفا، فأتيت الدار وحمزة في أصحابه جلوس في الدار، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت، فضربت الباب فاستجمع القوم، فقال لهم حمزة: مالكم؟ قالوا: عمر، قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بمجامع ثيابه ثم نثره فما تمالك أن وقع على ركبته، فقال: ما أنت بمنته يا عمر؟ قال: فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. قال: فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها اهل المسجد، قال: فقلت: يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟ قال: بلى، والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم، قال: فقلت: ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن، فاخرجناه في صفين حمزة في أحدهما، وأنا في الآخر، له كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد، قال: فنظرت إلى قريش وإلى حمزة فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق. وفرق الله بين الحق والباطل.[7][8] »
وروى الطبري في تاريخه، وابن أبي شيبة في تاريخ المدينة وابن سعد وابن الأثير في أسد الغابة في معرفة الصحابة عن أبي عمرو ذكوان قال:
« "قلت لعائشة: من سمى عمر الفاروق؟ قالت: النبي صلى الله عليه وسلم" [9][10][11]. »
وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق والمتقي الهندي في كنز العمال عن النزال بن سبرة قال:
«وافقنا من علي يوماً أطيب نفساً ومزاجاً فقلنا يا أمير المؤمنين حدثنا عن عمر بن الخطاب قال: "ذاك امرؤ سماه الله الفاروق فرق به بين الحق والباطل".[12][13][14]»
وقيل سماه به أهل الكتاب. قال ابن سعد في الطبقات الكبرى:
« قال ابن شهاب: "بلغنا أن أهل الكتاب كانوا أول من قال لعمر الفاروق، وكان المسلمون يأثرون ذلك من قولهم، ولم يبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرمن ذلك شيئاً ولم يبلغنا" [15].»
وقيل سماه به جبريل عليه السلام. رواه البغوي.[16][17]
أما الشيعة فيرون أن من لقب بـ "الفاروق" من قبل النبي محمد هو علي بن أبي طالب.[18]
المولد والنشأة
ولد بعد عام الفيل وبعد مولد الرسول بثلاث عشرة سنة[19]. وكان منزل عمر في الجاهلية في أصل الجبل الذي يقال له اليوم جبل عمر، وكان اسم الجبل في الجاهلية العاقر وبه منازل بني عدي بن كعب، نشأ في قريش وامتاز عن معظمهم بتعلم القراءة. عمل راعياً للإبل وهو صغير وكان والده غليظاً في معاملته[20]. وكان يرعى لوالده ولخالات له من بني مخزوم. وتعلم المصارعة وركوب الخيل والفروسية، والشعر. وكان يحضر أسواق العرب وسوق عكاظ ومجنة وذي المجاز، فتعلم بها التجارة[21]، وأصبح يشتغل بالتجارة، فربح منها وأصبح من أغنياء مكة، ورحل صيفاً إلى بلاد الشام وإلى اليمن في الشتاء، واشتهر بالعدل [22]، وكان عمر من أشراف قريش، وإليه كانت السفارة فهو سفير قريش، فإن وقعت حرب بين قريش وغيرهم بعثوه سفيراً،وإن نافرهم منافر أو فاخرهم مفاخر، رضوا به، بعثوه منافراً ومفاخراً [23][24][25]
[عدل]المظهر والشكل
كان عمر بن الخطاب أبيض البشرة تعلوه حمرة، وقيل أنه صار أسمر في عام الرمادة حيث أصابته مع المسلمين مجاعة شديدة.[26] وكان حسن الخدين، أصلع الرأس. له لحية مقدمتها طويلة وتخف عند العارضيان وقد كان يخضبها بالحناء وله شارب طويل [27]. وكان في وجهه خطان أسودان من البكاء لشدة خشيته من الله [28][29] أما شاربه فقيل أنه كان طويلاً من أطرافه وقد روى الطبراني، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا إسحاق بن عيسى الطباع قال رأيت مالك بن أنس وافر الشارب فسألته عن ذلك فقال حدثني زيد بن أسلم عن عامر بن عبد الله بن الزبير أن عمر بن الخطاب كان إذا غضب فتل شاربه ونفخ [30].
كان طويلاً جسيماً تصل قدماه إلى الأرض إذا ركب الفرس يظهر كأنه واقف وكان أعسراً سريع المشي.
وكان متواضعا في الله، خشن العيش، خشن المطعم، شديدا في ذات الله، يرقع الثوب بالأديم، ويحمل القربة على كتفيه، مع عظم هيبته [31]، وكان ذا هيبة.ويتصف بالشجاعة والقوة.[26]
[عدل]عائلة عمر
ذرية عمر بن الخطاب وزوجاته
تزوج وطلق ما مجموعه سبع نساء في الجاهلية والإسلام وله ثلاثة عشر ولدا[32]، وهن:
[عدل]الزوجات قبل الإسلام
قريبة بنت أبي أمية بن المغيرة بن مخزوم، أخت أم المؤمنين أم سلمة، بقيت قريبة على شركها، وقد تزوجها عمر في الجاهلية، فلما أسلم عمر بقيت هي على شركها زوجة له، حتى نزل قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾«60:10» سورة الممتحنة - آية 10. وذلك بعد صلح الحديبية فطلّقها ثم تزوجها معاوية بن أبي سفيان وكان مشركاً، ثم طلقها. ولم يرد أنها ولدت لعمر.
أم كلثوم أو (مليكة) بنت جرول الخزاعية: تزوجها في الجاهلية ولدت له زيدا، وعبيد الله، ثم طلقها بعد صلح الحديبية بعد نزول قوله تعالى:- (ولا تُمَسِّكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ)، فتزوجها أبو جهم بن حذيفة وهو من قومها وكان مثلها مشركاً.
زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح: أخت عثمان بن مظعون، تزوجها بالجاهلية في مكة، ثم أسلما وهاجرا معا إلى المدينة ومعهما ابنهما عبد الله بن عمر. وولدت له حفصة أم المؤمنين وعبد الرحمن وعبد الله.
[عدل]الزوجات بعد الإسلام
جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح الأنصارية: وهي أخت عاصم بن ثابت كان اسمها عاصية فسماها رسول الله جميلة، تزوجها في السنة السابعة من الهجرة ولدت له ولدا واحدا في عهد رسول الله هو عاصم ثم طلقها عمر. فتزوجت بعده زيد بن حارثة فولد له عبد الرحمن بن زيد فهو أخو عاصم بن عمر.
عاتكة بنت زيد وهي ابنة زيد بن عمرو بن نفيل بن عدي. وأخت سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرون بالجنة، زوجة عبد الله بن أبي بكر من قبله[33] ولدت له ولدا واحدا هو عياض بن عمر. تزوجت من الزبير بن العوام بعد وفاة عمر.
أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن مخزوم: كانت تحت عكرمة بن أبي جهل[34]، فقتل عنها في معركة اليرموك شهيدا، فخلف عليها خالد بن سعيد بن العاص، فقتل عنها يوم مرج الصفر شهيدا، فتزوجها عمر بن الخطاب، فولدت له فاطمة بنت عمر.
أم كلثوم بنت علي: وهي ابنة علي بن أبي طالب. تزوجها وهي صغيرة السن، وذلك في السنة السابعة عشر للهجرة[35]، وبقيت عنده إلى أن قتل، وهي آخر أزواجه، ونقل الزهري وغيره: أنها ولدت لعمر زيد[36] ورقية [37].
[عدل]اعتناق الإسلام
أسلم عمر بن الخطاب في ذي الحجة من السنة الخامسة من البعثة [38] وذلك بعد إسلام حمزة بن عبد المطلب بثلاث أيام [39]، وقد كان عمره يوم بعث النبي محمد ثلاثين سنة، أو بضعاً وعشرين سنة، على اختلاف الروايات. وقد سبقه إلى الإسلام تسعة وثلاثون صحابياً فكان هو متمماً للأربعين، فعن ابن عباس أنه قال:
««أسلم مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسعة وثلاثون رجلاً، ثم إن عمر أسلم، فصاروا أربعين، فنزل جبريل عليه السلام بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾«8:64»» [40].»
ووفق المصادر الإسلامية فإنه قد استجاب الله به دعوة النبي محمد، إذ قال:
««اللهم أعز الإسلام باحد العمرين، عمر بن الخطاب أو عمر بن هشام. قال: وكان أحبهما إليه عمر» [41]. »
وعن أنس بن مالك قال:
«أن عمر خرجَ متقلداً سيفه فلقيه رجلٌ من بني زهرة فقال له: أين تعمد يا عمر؟ فقال (عمر): أريد أن أقتل محمدا! قال: وكيف تأمن في بني هاشم وبني زهرة وقد قتلت محمدا؟ فقال عمر: ما أراك إلا صبوت وتركت دينك الذي أنت عليه! قال: أفلا أدلك على العجب يا عمر؟ أن ختنكَ وأختكَ قد صبوا وتركا دينك الذي أنت عليه! (.....) قال عمر: فأتيت الدار – أي دار الأرقم – وحمزة وأصحابه جلوسٌ فيه ورسول الله في البيت، فضربت الباب فاستجمع القوم، فقال لهم حمزة: ما لكم؟ قالوا: عمر بن الخطاب! قال (حمزة): وعمر بن الخطاب؟! افتحوا له الباب فإن كان يريد خيراً بذلناه له، وإن كان يريد شراً قتلناه بسيفه لأن قتله علينا هيّنٌ! فسمعَ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال: ما لكم؟ قالوا: عمر بن الخطاب! فخرج رسول الله فأخذ بمجامع ثيابه ثم نتره نترةً فما تمالك أن وقع على ركبتيه في الأرض، فقال (رسول الله): ما أنت منته يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة؟ فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله.[42]»
.
كما روي أن عمر أسلم بعد هجرة المسلمين إلى الحبشة – والتي قد وقعت في السنة الخامسة للبعثة – أي أنه أسلم في السنة السادسة للبعثة.[43]
كما روي أن عمر قد أسلم قبل الهجرة بقليل حينما هاجر الرسول محمد في السنة الثالثة عشر من البعثة. حيث ذكر بعض المؤرخون أن عمر أسلم بعد 40 أو 45 رجلاً بعد الهجرة إلى الحبشة [44] بينما كان كل المهاجرين من المسلمين الذين آخا بينهم النبي وبين الأنصار في المدينة المنورة لا يتجاوزون 45 رجلاً [45] وعليه ترجّح بعض الروايات أن عمر كان من أواخر من أسلموا من المهاجرين حيث ذكر بعض المؤرخون أن عمر دنا من رسول الله في مكة وهو يصلي ويجهر بالقراءة فسمعه عمر يقرأ في صلاته الجهرية بالمسجد الحرام هاتين الآيتين من سورة العنكبوت: ﴿وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ‹48›بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ‹49›﴾«29:48—49» [46]، فتأثر عمر وأسلم.[47] وقد كانت سورة العنكبوت آخر سورة نزلت في مكة المكرمة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة.
[عدل]بعد الإسلام والهجرة إلى المدينة
توجد روايتين عن ما جرى بعد إسلامه الأولى عن أبنه عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: بينما عمر في الدار خائفا إذ جاءه العاص بن وائل فقال: ما بالك؟ فقال له عمر: زعم قومك أنهم سيقتلونني إن أسلمت، فقال العاص بن وائل: لا سبيل عليك، فقال عمر: بعد أن قالها أمنت وعجبت من عزه.[48]
والثانية تقول أنه لم يهاجر أحد من المسلمين إلى المدينة المنورة علانية إلا عمر بن الخطاب، حيث لبس سيفه ووضع قوسه على كتفه وحمل أسهما وعصاه القوية، وذهب إلى الكعبة حيث طاف سبع مرات، ثم توجه إلى مقام إبراهيم فصلى، ثم قال لحلقات المشركين المجتمعة: "شاهت الوجوه، لا يُرغم الله إلا هذه المعاطس، من أراد أن تثكله أمه ويوتم ولده أو يرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي". فلم يتبع أحد منهم إلا قوم مستضعفين أرشدهم وعلمهم ومضى [49][50].
ووصل عمر المدينة المنورة ومعه ما يقارب العشرين شخصاً من أهله وقومه، منهم أخوه زيد بن الخطاب، وعمرو وعبد الله أولاد سراقة بن المعتمر، وخنيس بن حذافة السهمي زوج ابنته حفصه، وابن عمه سعيد بن زيد أحد المبشرين بالجنة. ونزلوا عند وصولهم في قباء عند رفاعة بن عبد المنذر. وكان قد سبقه مصعب بن عمير وابن أبي مكتوم وبلال وسعد وعمار بن ياسر.
وفي المدينة المنورة آخى النبي محمد بن عبد الله بينه وبين أبو بكر [50] وقيل عويم بن ساعدة [51] وقيل عتبان بن مالك [52] وقيل معاذ بن عفراء [50]، وقال بعض العلماء أنه لا تناقض في ذلك لاحتمال أن يكون الرسول قد أخى بينه وبينهم في أوقات متعددة [53]. وفقا لابن الجوزي ثبت أن عمر شهد جميع المواقع والغزوات التي شهدها النبي محمد [54] ففي غزوة بدر كان عمر ثاني من تكلم ردا على الرسول محمد عندما استشارهم قبل الغزوة بدر بعد أبو بكر، فأحسن الكلام ودعا إلى قتال المشركين. وقد قتل عمر خاله العاص بن هشام في تلك الغزوة. وفي غزوة أحد رد عمر على نداء أبي سفيان حين سأل عمن قتل. وفي غزوة الخندق صلى العصر فائتا مع الرسول بعد أن غابت الشمس.[55]
[عدل]الخلافة
عمر بن الخطاب
أمير المؤمنين
أقصى امتداد للخلافة في عهد عمر 644.
ولي عمر الخلافة بعهد من أبي بكر وكتب له كتابا بذلك.[56]. فلما نزل بأبي بكر رضي الله عنه الموت، نظر في أمر المسلمين، وقام باستشارة الصحابة من المهاجرين والأنصار: فدعا عبد الرحمن بن عوف فقال: أخبرني عن عمر. فقال: إنه أفضل من رأيك إلا أنه فيه غلظة. فقال أبو بكر: ذلك لأنه يراني رقيقاً، ولو أفضى الأمر إليه لترك كثيراً مما هو عليه، وقد رمقته فكنت إذا غضبت على رجل أراني الرضاء عنه، وإذا لنت له أراين الشدة عليه. ودعا عثمان بن عفان وقال له: أخبرني عن عمر. فقال: سريرته خير من علانيته، وليس فينا مثله. فقال أبو بكر لهما: لا تذكرا مما قلت لكما شيئاً، ولو تركته ما عدوت عثمان، والخيرة له أن لا يلي من أموركم شيئاً، ولوددت أني كنت من أموركم خلواً وكنت فيمن مضى من سلفكم. ودخل طلحة بن عبيد الله على أبي بكر فقال: استخلفت على الناس عمر وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، وكيف به إذا خلا بهم وأنت لاقٍ ربك فسائلك عن رعيتك! فقال أبو بكر: أجلسوني، فأجلسوه، فقال: أبالله تخوفني! إذا لقيت ربي فسألني قلت: استخلفت على أهلك خير أهلك. ثم إن أبا بكر أحضر عثمان بن عفان خالياً ليكتب عهد عمر، فقال له: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين، أما بعد. ثم أغمي عليه، فكتب عثمان: أما بعد فإني قد استخلفت عليكم عمر بن الخطاب ولم آلكم خيراً. ثم أفاق أبو بكر فقال: اقرأ علي. فقرأ عليه، فكبر أبو بكر وقال: اراك خفت أن يختلف الناس إن مت في غشيتي. قال: نعم. قال: جزاك الله خيراً عن الإسلام وأهله. فلما كتب العهد أمر به أن يقرأ على الناس، فجمعهم وأرسل الكتاب مع مولى له ومعه عمر، فكان عمر يقول للناس: أنصتوا واسمعوا لخليفة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإنه لم يألكم نصحاً. فسكن الناس، فلما قرىء عليهم الكتاب سمعوا وأطاعوا، وكان أبو بكر أشرف على الناس وقال: أترضون بمن استخلفت عليكم؟ فإني ما استخلفت عليكم ذا قرابة، وإني قد استخلفت عليكم عمر فاسمعوا له وأطيعوا، فإني والله ما ألوت من جهد الرأي. فقالوا: سمعنا وأطعنا.[57].
وقال عمر يوم أن بويع بالخلافة: «رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده».[58] ولقد كان عمر قريبًا من أبي بكر، يعاونه ويؤازره، ويمده بالرأي والمشورة، فهو الصاحب وهو المشير.
وروي أنه لما ولي الخلافة صعد المنبر وهمَّ أن يجلس مكان أبي بكر فقال: «ما كان الله ليراني أرى نفسي أهلاً لمجلس أبي بكر»، فنزل مرقاة، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «اقرءوا القرآن تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتزينوا للعرض الأكبر يوم تعرضون على الله لا تخفى منكم خافية، إنه لم يبلغ حق ذي حق أن يطاع في معصية الله، ألا وإني أنزلت نفسي من مال الله بمنزلة ولي اليتيم: إن استغنيت عففت، وإن افتقرت أكلت بالمعروف.»[59]
وروي أن عمر خطب المسلمين يوما فقال:
«"بلغني أن الناس هابوا شدتي، وخافوا غلظتي أو قالوا قد كان عمر يشتد علينا ورسول الله بين أظهرنا، ثم اشتد علينا وأبو بكر والينا دونه؛ فكيف وقد صارت الأمور إليه؟ أيها الناس إني قد وُليت أموركم، أيها الناس فاعلموا أن تلك الشدة قد أُضعفت ولكنها إنما تكون على أهل الظلم والتعدي، فأما أهل السلام والدين؛ فإنها أين لهم من بعضهم البعض أو إني بعد شدتي تلك أضع خدي على الأرض لأهل العفاف وأهل الكفاف".[60]»
وقد اتسم عهد عمر بالعديد من الإنجازات الإدارية والحضارية، لعل من أهمها أنه أول من اتخذ الهجرة مبدأ للتاريخ، وفقا لمشورة علي بن أبي طالب.[61]. كما أنه أول من دون الدواوين، وهو أول من اتخذ بيت المال، وأول من اهتم بإنشاء المدن الجديدة، وهو ما كان يطلق عليه "تمصير الأمصار"، وكانت أول توسعة لمسجد الرسول في عهده، فأدخل فيه دار "العباس بن عبد المطلب"، وفرشه بالحجارة الصغيرة، كما أنه أول من قنن الجزية على أهل الذمة، فأعفى منها الشيوخ والنساء والأطفال، وجعلها ثمانية وأربعين درهمًا على الأغنياء، وأربعة وعشرين على متوسطي الحال، واثني عشر درهمًا على الفقراء.
فتحت في عهده بلاد الشام والعراق وفارس ومصر وبرقة وطرابلس الغرب وأذربيجان ونهاوند وجرجان. وبنيت في عهده البصرة والكوفة وقد سمى الكوفة بجمجمة العرب ورأس الإسلام ويقول حسن العلوي أن عمر هو مؤسس حضارة رافدية مثله مثل سرجون الأكدي وحمورابي ونبوخذنصر [1]. وكان عمر أوّل من أخرج اليهود من الجزيرة العربية
قال الزهري: "فتح الله الشام كله على عمر، والجزيرة ومصر والعراق كله، ودون الدواوين قبل أن يموت بعام، وقسم على الناس فيئهم"[62].
[عدل]التسمية بأمير المؤمنين
على خلاف مع الشيعة، يرى أهل السنة أن عمر بن الخطاب أول من سمي بـ "أمير المؤمنين"، فبعد وفاة النبي محمد خلفه أبو بكر والذي كان يلقب بـ "خليفة رسول الله" كما يروي ذلك أهل السنة. فلما توفي أبو بكر أوصى للخلافة بعده لعمر بن الخطاب، فقيل لعمر "خليفة خليفة رسول الله". فاعترض عمر على ذلك قائلاً: فمن جاء بعد عمر قيل له خليفة خليفة خليفة رسول الله فيطول هذا ولكن أجمعوا على اسم تدعون به الخليفة يدعى به من بعده الخلفاء فقال بعض أصحاب رسول الله نحن المؤمنون وعمر أميرنا. فدُعي عمر أمير المؤمنين.[63].
وروى البخاري في الأدب المفرد والحاكم في المستدرك والطبراني في المعجم الكبير وغيرهم: أن عمر بن عبد العزيز سأل أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة : لم كان أبو بكر يكتب : من أبي بكر خليفة رسول الله، ثم كان عمر يكتب بعده : من عمر بن الخطاب خليفة أبي بكر، من أول من كتب : أمير المؤمنين ؟ فقال : حدثتني جدتي الشفاء، وكانت من المهاجرات الأول، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا هو دخل السوق دخل عليها، قالت : كتب عمر بن الخطاب إلى عامل العراقين : أن ابعث إلي برجلين جلدين نبيلين، أسألهما عن العراق وأهله، فبعث إليه صاحب العراقين بلبيد بن ربيعة، وعدي بن حاتم، فقدما المدينة فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد، ثم دخلا المسجد فوجدا عمرو بن العاص، فقالا له : يا عمرو، استأذن لنا على أمير المؤمنين عمر، فوثب عمرو فدخل على عمر فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال له عمر : ما بدا لك في هذا الاسم يا ابن العاص ؟ لتخرجن مما قلت، قال : نعم، قدم لبيد بن ربيعة، وعدي بن حاتم، فقالا لي : استأذن لنا على أمير المؤمنين، فقلت : أنتما والله أصبتما اسمه، وإنه الأمير، ونحن المؤمنون. فجرى الكتاب من ذلك اليوم.[64][65]
وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام": قال الزهري: أول من حيا عمر بأمير المؤمنين المغيرة بن شعبة.[62]
في حين يرى الشيعة على أن علي بن أبي طالب هو أول من لقب بـ "أمير المؤمنين".[66][67]
ويروى كذلك أن عبد الله بن جحش الأسدي هو أول من سمي بأمير المؤمنين في السرية التي بعثه فيها النبي محمد إلى نخلة حسب الأحاديث الصحيحة الواردة في كتب السنة.[68]
[عدل]من أولياته
مسجد عمر في بيت لحم حيث يقال أن عمر بن الخطا صلى بالمسلمين في تلك البقعة عند زيارته للمدينة
تذكر عدد من المصادر انه أول من وضع تأريخا للمسلمين واتخذ التأريخ من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هو أول من عسعس في الليل بنفسه ولم يفعلها حاكم قبل عمر ولا تعلم أحد عملها بانتظام بعد عمر.
أول من عقد مؤتمرات سنوية للقادة والولاة ومحاسبتهم وذلك في موسم الحج حتى يكونوا في أعلى حالتهم الإيمانية فيطمئن على عباداتهم وأخبارهم.
أول من اتخذ الدرة (عصا صغيرة) وأدب بها. حتى أن قال الصحابة والله لدرة عمر أعظم من أسيافكم وأشد هيبة في قلوب الناس.
أول من مصر الأمصار.
أول من مهد الطرق ومنها كلمته الشهيرة (لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق يا عمر).
[عدل]في العبادة
أول من نادى بجمع المصحف الشريف
أول من جمع الناس على صلاة التراويح.
هو أول من جعل الخلافة شورى بين عدد محدد.
أول من وسع المسجد النبوي.
أول من أعطى جوائز لحفظة القرآن الكريم.
أول من آخر مقام إبراهيم.
جمع الناس على أربعة تكبيرات في صلاة الجنازة.
[عدل]العلاقات العامة
أجلى اليهود عن الجزيرة العربية.[69]
أسقط الجزية عن الفقراء والعجزة من أهل الكتاب.
أعطى فقراء أهل الكتاب من بيت مال المسلمين.
منع هدم كنائس المسيحية.
تؤخذ الجزية على حسب المستوى المعيشي.
[عدل]في مجال الحرب
سيف عمر بن الخطاب.
أقام المعسكرات الحربية الدائمة في دمشق وفلسطين والأردن.
أول من أمر بالتجنيد الإجباري للشباب والقادرين.
أول من حرس الحدود بالجند.
أول من حدد مدة غياب الجنود عن زوجاتهم (4 أشهر).
أول من أقام قوات احتياطية نظامية (جمع لها ثلاثون ألف فرس).
أول من أمر قواده بموافاته بتقارير مفصلة مكتوبة بأحوال الرعية من الجيش.
أول من دوّن ديوان للجند لتسجيل أسمائهم ورواتبهم.
أول من خصص أطباء والمترجمين والقضاة والمرشدين لمرافقة الجيش.
أول من أنشأ مخازن للأغذية للجيش.
[عدل]فتوحاته
الفتوحات الإسلامية من عهد الرسول وحتى نهاية الخلافة الأموية
فتح العراق.
فتح الشام.
فتح القدس واستلام المسجد الأقصى.
فتح مصر.
فتح فارس.
[عدل]في مجال السياسة
أول من دون الدواوين.
أول من اتخذ دار الدقيق (التموين).
أول من أوقف في الإسلام (الأوقاف).
أول من أحصى أموال عماله وقواده وولاته وطالبهم بكشف حساب أموالهم (من أين لك هذا).
أول من اتخذ بيتا لأموال المسلمين.
أول من ضرب الدراهم وقدر وزنها.
أول من أخذ زكاة الخيل.
أول من جعل نفقة اللقيط من بيت مال المسلمين.
أول من مسح الأراضي وحدد مساحاتها.
أول من اتخذ دارا للضيافة.
أول من أقرض الفائض من بيت المال للتجارة.
أول من حمى الحدود.
[عدل]إغتياله ووفاته
حجرة السيدة عائشة حيث يوجد بها قبر الرسول محمد وأبو بكر وعمر بن الخطاب
منظر أمامي لحجرة السيدة عائشة حيث دفن عمر بن الخطاب بجانب الرسول محمد وأبو بكر
خرج عمر إلى صلاة الفجر يوم الأربعاء 26 ذي الحجة سنة 23 هـ يؤمّ الناس، فتربص به غلام اسمه فيروز وهو عبد للمغيرة بن شعبة ويكنى أبا لؤلؤة، وهو في الصلاة وانتظر حتى سجد، ثم طعنه ثلاث طعنات بخنجر مسموم كان معه، فقال عمر: "قتلني -أو أكلني- الكلب"[70]، ثم جعل يطعن كل من دنا إليه من الرجال حتى طعن ثلاثة عشر رجلا، مات منهم سبعة[70]، فألقى عليه أحدهم ثوباً، ولما رأى أن قد تقيّد وتعثر فيه قتل أبو لؤلؤة نفسه بخنجره [70][71][72]. ثم تناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقدمه حتى يكمل الصلاة بالناس، وبعد الصلاة حمل المسلمون عمراً إلى داره. وعندما سأل عمر عمن طعنه قيل له أنه أبو لؤلؤة فقال: "الحمد لله الذي لم يجعل منيّتي بيد رجل يدعي الإسلام"، ثم قال لابنه: "يا عبد الله انظر ما عليّ من الدُّين" فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألف درهم، فقال: "إن وفّى مال آل عمر فأدّه من أموالهم، وإلا فاسأل في بني عديّ، فإن لم تفِ أموالهم، فاسأل في قريش"، ثم قال: "اذهب إلى أم المؤمنين عائشة، فقل: يستأذن عمر أن يدفن مع صاحبيه" فذهب إليها، فقالت: "كنت أريده -المكان- لنفسي، ولأوثرنّه اليوم على نفسي"، فلما رجع وأخبر بذلك عمر، حمد الله [73]. فدفن بجانب النبي محمد، وأبو بكر كما أراد. وقد استمرت خلافته عشر سنين وستة أشهر، وقبل أن يموت اختار ستة من الصحابة ممن توفي رسول الله وهو راضٍ عنهم ؛ على أن يكون الأمر شورى بينهم وهم: عثمان بن عفان ،علي بن ابي طالب، طلحة بن عبيدالله، الزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف، سعد بن أبي وقاص ليكون أحدهم خليفة على أن لا يمر ثلاثة أيام إلا وقد اختاروا من بينهم خليفة للمسلمين.
[عدل]عمر في عيون الغرب
في كتابه "محمد وخلفاؤه"، قال المؤرخ الأمريكي واشنطن ايرفينج:
إن تاريخ عمر بالكامل يظهر لنا أنه (عمر) كان ذو عقليّة فذّة، ونزاهة ثابتة صلبة، وعدالة صارمة، وكان أكثر من أي أحد آخر هو المؤسس للإمبراطورية الإسلامية، مؤكدا ومنفّذا للوحي النبوي، مساعدا ومشاورا لأبي بكر خلال فترة خلافته القصيرة، وواضعا ومؤسسا للأنظمة واللوائح التي تنظم إدارة القانون عبر حدود وأنحاء الفتوحات الإسلامية الممتدة بسرعة، وقد كانت (سياسة) اليد الصارمة التي تعامل بها مع قادة جيوشه الأكثر شعبية في خضم جيوشهم وفي أبعد مشاهد إنتصاراتهم، أعطت (هذه السياسة) دليلا بارزا على قدرته الاستثنائية على الحكم.
من خلال بساطة عاداته وازدرائه لمظاهر البهاء والترف والأبهة، فقد اقتدى بمثال النبي وأبو بكر. وقد سعى بشكل مستمر ليؤثر ويحث قادة جيوشه على التحلي بهذه الصفات والسياسات، ففي رسائله لقادة الجيوش كان يقول: "حذار من الترف الفارسي، سواء في المطعم او في الملبس والزموا عادات بلادكم البسيطة، وسينصركم الله عليهم وسيفتح لكم." وقد كانت عقيدته القوية واقتناعه الراسخ بهذه السياسات هي التي جعلته يتشدد في معاقبة كُلّ أسلوب متباه وإنغماس فاخر في ضبّاطِه. وبالإضافة لذلك، فإن المراسم المتبّعة (في وقته) تشير بالثناء على قلبه بالإضافة إلى عقله، فقد نهى أن تُباع أية امرأة وقعت في الأسر وقد وُلد لها طفل على أنها رقيق، وأما عند توزيع الأعطيات للمسلمين، من الغنائم أو من بيت المال، فقد قسّمها حسب حاجات وليس مميزات الطالبين، وكان يقول: "الله أعطانا هذه الأشياء الدنيوية لسدّ احتياجاتنا، وليس لمكافأة فضائلنا، تلك المكافأة حسابها في الآخرة"[74].
ويقول المستشرق الإسكتلندي وليم موير في كتابه "صعود وانحدار الخلافة":
إن حياة عمر لا تتطلب الكثير لإظهار ملامحها، البساطة والواجب كانتا مبادءه التوجيهية، النزاهة والعدل والتفاني كانت الميزات الرائدة في حكمه، وكانت تثقل كاهله مسؤولية الخلافة حتى أنه كان يقول: "يا ليت أمي لم تلدني، او أني كنت قصبا من عشب بدلا من ذلك". كان في صباه ذا مزاج ناري سريع الإتّقاد، ومن ثم عُرف بعد ذلك في الأيام القادمة خلال صحبته ألأولى لمحمد كالمحامي الصارم المتأهب للثأر، ومن ذلك نصيحته بأن يقتل أسارى بدر، ولكن التقدم في العمر فضلا عن كاهل المسؤولية قد خففت من حدّته، وكان حسّه بالعدالة قويّا. وباستثناء ما وقع بينه وبين خالد بن الوليد من المشاحنات، قإنه لم يسجَّل عليه أي عمل من الطغيان أو الظلم، وحتى في مسألته مع خالد فإنما كانت معاملته له كخصم في الحق وليس لأهواء شخصية. وكان اختياره لقادة جيوشه خاليا من المحاباة والتفضيلية، وباستثناء عمّار والمغيرة فإن اختياره كان دائما محظوظا.
إن القبائل والجماعات المختلفة في أنحاء الإمبراطورية، والتي تمثل المصالح الأكثر تنوعا، قد وضعت في نزاهته الثقة المطلقة، وقد أبقت قبضته القوية على إنضباط القانون والإمبراطورية... كان يجوب شوارع وأسواق المدينة وسوطه بيده، جاهزا لمعاقبة المفترين فورا، وهكذا ظهر المثل "أن درّة عمر (سوطه) مهاب أكثر من سيف غيره". ولكن مع كل هذا، فقد كان رقيق القلب، وسجّلت له أفعال من الشفقة والرحمة لا تعدّ مثل مواساة وتخفيف حاجات الأرامل واليتامى.."[75]
وفي كتاب "تاريخ أفول وسقوط الدولة الرومانية"، يقول المؤرخ الإنجليزي إدوارد جيبون:"
ومع ذلك فإن عفّة تواضع عمر لم تكن بأقل مستوى من فضائل أبي بكر، كان طعامه (عمر) يتكون من مجرد التمر أو الخبز، وكان شرابه الماء. وكان يخطب بالناس وعليه ثوب مخرّق في إثني عشر موضعا. وقد رآه المرزبان (حاكم مقاطعة فارسي) عندما أتى زائرا ليؤدي لعمر فروض الطاعة، رآه نائما مع الفقراء المعدمين في أحد طرقات المدينة. إن هذا التواضع والتسامح مقرونا بزيادة الدخل العام (للدولة) مكّن عمر من توزيع الأعطيات على المؤمنين بشكل عادل ومنتظم متجاهلا لمكافأة نفسه. فمثلا أعطى العباس عم الرسول أول وأعلى المخصصات، حوالي خمس وعشرين ألف درهم. وخصص خمسة آلاف للمجاهدين الأولين ممن شهدوا بدرا، أعطى للباقين من أصحاب محمد ثلاثة آلاف درهم لكل منهم.
... خلال خلافته ومن سبقه (أبو بكر) فقد كان فاتحوا الشرق هم عبيد الله المخلصون، كانت الثروات المجتمعة مكرّسة للنفقات، للحرب والسلام، في مزيج حكيم من الغنيمة والعدالة. حافظ هذا على اتحاد وانضباط أهل الصحراء عن طريق سعادة نادرة كوّنت توازنا بين تنفيذ الحكم المطلق والحكم الجمهوري من خلال ثوابت متساوية للكل.[76]
[عدل]فضله ومكانته
يعتقد المسلمون من أهل السنة والجماعة أن أفضل الأمة بعد نبيها محمد هو أبو بكر، ثم عمر. ثم عثمان ثم علي[77]. وتواترت الأخبار عن السلف في ذلك [78]. روى البخاري في صحيحه والترمذي في السنن والطبراني في المعجم الأوسط، عن محمد بن الحنفية قال: «قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر. وخشيت أن يقول عثمان، قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين.»[79][80][81]
وقد وردت أحاديث وأخبار كثيرة في فضل عمر ومكانته. منها:
روى أحمد في مسنده (401/2) وابن أبي شيبة (25/12) وابن أبي عاصم في «السنة» (1250) والبزار (2501) من طريق جهم بن أبي جهم عن المسور بن مخرمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله :«إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه». حديث صحيح[82].
وروى الترمذي في سننه والطبراني في المعجم الكبير والحاكم في المستدرك، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله يقول : «لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب» قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد. وحسنه الألباني في صحيح الجامع.[83][84][85]
وروى البخاري عن أبي هريرة ومسلم عن عائشة:
أن رسول الله قال: «إنه كان قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون، وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب» حديث صحيح[86][87]
وروى البخاري ومسلم والنسائي والطبراني وأحمد وغيرهم عن سعد بن أبي وقاص:
أن رسول الله قال لعمر:«والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فَجّا إلا سلك فَجّا غير فَجّك» حديث صحيح [88][89][90][91]
وروى الطبراني في الكبير (8813/9) بإسناد حسن من طريق زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود قال:
«إذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر، إن إسلامه كان نصرا، وإن إمارته كانت فتحا، وايم الله ما أعلم على الأرض شيئا إلا وقد وجد فقد عمر حتى العضاه، وايم الله إني لأحسب بين عينيه ملكا يسدده ويرشده، وايم الله إني لأحسب الشيطان يفرق منه أن يحدث في الإسلام حدثا فيرد عليه عمر، وايم الله لو أعلم أن كلبا يحب عمر لأحببته.»
وروى أحمد (106/1) بإسناد حسن من طريق يحي بن أيوب البجلي عن الشعبي عن وهب السوائي قال:
خطبنا علي فقال: من خير هذه الأمة بعد نبيها؟ قلت: أنت ياأمير المؤمنين. قال: لا، خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر، وما نُبعدُ أن السكينة تنطق على لسان عمر.
وقال ابن مسعود:
"مازلنا أعزة منذ أسلم عمر."[92]
وعن طلحة بن عبيد الله قال:
"ما كان عمر بأولنا إسلاماً ولا أقدمنا هجرة، ولكنه كان أزهدنا في الدنيا وأرغبنا في الآخرة"، خرجه الفضائلي.[93]
وقال ابن مسعود:
"لو أن علم عمر وضع في كفة ميزان ووضع علم أحياء الأرض في كفة لرجح علم عمر بعلمهم"[62]
العلم والخلق
الجمعة, فبراير 17, 2012 | مرسلة بواسطة
يحيي رياض |
تعديل الرسالة
حين نزل قوله تعالى ( اقرأْ ) كان أمراً واضحاً لنا جميعاً أن نسعى لطلب العلم والتوفُّر له ، لذلك كان يقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام : ( طلب العلم فريضةٌ على كل مسلمٍ ومسلمةٍ ) .
فبالعلم تنتشر الأخلاق الفاضلة بين الناس ويحبون بعضهم البعض ، وبه تزدهر الأمة وتبلغ المكانة العليا بين الناس ، والعلم والخلقُ الحسن شيئان متلازمان ، إذ لا فائدة من علمٍ بلا أخلاقٍ ، ولا نهضة لأمةٍ عرفت الأخلاق ولم تعرف العلم ، بل إنَّه ليس من الممكن أن ينشأ علمٌ إلاَّ وقد اتصل بالأخلاق اتصالاً وثيقاً .
والعلم النافع لصاحبه لا بدَّ من أن يكون منطلقه وغايته الله تعالى ، فلا نفع من علمٍ يُراد به الدنيا وحدها خالصةً من دون الله تعالى ، فالعلم والعبادة والأخلاق من الأساسيات الواجبة علينا لنجد السعادة في دنيانا وأُخرانا .
فعلينا أن نبذل كل طاقتنا من أجل أن نتعلم ونصل الدرجة العليا ، ولا ننسى في كل ذلك أن نهذِّب نفوسنا وأخلاقنا .
__________________
الإفتاء تلغى احفالتها بالمولد النبوى حدادا لأحداث بورسعيد
الخميس, فبراير 02, 2012 | مرسلة بواسطة
يحيي رياض |
تعديل الرسالة

أعلنت دار الإفتاء المصرية والمشيخة العامة للطرق الصوفية ونقابة الأشراف إلغاء كل مظاهر الاحتفالات التي أعدتها مسبقا للمولد النبوي الشريف تضامنا مع الحداد علي الأحداث الدموية التي وقعت أمس بمدينة بورسعيد.
صدربيان للأمة الخميس ان هذا المصاب الذي هز كيان الشعب المصري كله، والذي نتج عنه فقد مصر لهذه الأرواح الزكية دون جريمة أو ذنب، وأكد البيان علي حرمة الدم المصرى وضرورة الضرب بيد القانون لكل من تسول له نفسه إشاعة الفوضى واختراق القانون والافساد فى الارض وليعلم الجميع أن حرمة الدم أشد عند الله من حرمة الكعبة .
وأضاف البيان: نهيب بكل مسئول منحه الله سلطة ومسئولية أن يرعى الله ويتقيه فى هذا الشعب وأن يبذل كل جهد لإعادة الأمن وحفظ الأمان وقال البيان: نعزي أنفسنا وأسر الضحايا، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين، ونتمنى أن تكون الذكرى القادمة للمولد النبوي الشريف بداية جديدة ننهل فيها من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، لينعم المجتمع بالأمن والرخاء والاستقرار.
وأردف البيان: إنَّ العالَمَ اليوم بحاجة إلى بناءٍ أخلاقيٍ يَحكُمُ النَفسَ من داخلها، وسُلوكَها من خارِجِها، وقَلبَها من أعماقِه، لتَستَقيمَ الحياةُ الإنسانيةُ بينَ الناس على الأرض، وتَكونَ الحياةُ عليها إنسانيَّةً حقّاً.
في ختامه أكد البيان أن ذكرى المولد النَبَويِّ الشريف لخاتَمِ الأنبياء والمُرسلين سَيِّدِنا ونبيِّنا محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلًّم، ينبَغي أن تَشُدَّنا لنجعلَ سيرَتَهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سلوكاً في حياتنا اليومية، خُلُقاً وأَدَباً، وصدقاً وأمانةً، وكلمةً طيِّبة، وتعاوُناً على الخَير والبِرِّ والتقوي وإعلاء لمصالح الدين والوطن.
قصه سيدنا يوسف....
الاثنين, يناير 09, 2012 | مرسلة بواسطة
يحيي رياض |
تعديل الرسالة
يوسف عليه السلام
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم".
وقد ذكره الله في عداد مجموعة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ} [غافر: 34].
حياة يوسف عليه السلام في فقرات:
(أ) أبرز ما تعرض له المؤرخون من حياته عليه السلام ما يلي:
-1 هو يوسف بن يعقوب من زوجته راحيل، ولد في "فدان آرام" بالعراق حينما كان أبوه عند خاله (لابان)، ولما عاد أبوه إلى الشام - مهجر الأسرة الإِبراهيمية - كان معه حدثاً صغيراً. قالوا: وكان عمر يعقوب لما ولد له يوسف (91) سنة، وإن مولد يوسف كان لمضي (251) سنة من مولد إبراهيم.
2 توفيت أمه وهو صغير، فكفلته عمته وتعلقت نفسها به، فلما اشتد قليلاً أراد أبوه أن يأخذه منها، فضنَّت به وألبسته منطقة لإِبراهيم كانت عندها وجعلتها تحت ثيابه، ثم أظهرت أنها سُرقت منها، وبحثت عنها حتى أخرجتها من تحت ثياب يوسف، وطلبت بقاءه عندها يخدمها مدةً جزاءً له بما صنع، وبهذه الحيلة استبْقَتْه عندها، وكف أبوه عن مطالبتها به.
-3 كان يوسف أثيراً عند أبيه من بين إخوته، وقد رأى يوسف -وهو غلام صغير- رؤيا قصها على أبيه، فقال له أبوه: {لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ} [يوسف: 5]، وذلك خشية عليه من حسدهم. وخلاصة الرؤيا: أنه رأى أحد عشر كوكباً والشمس والقمر يسجدون له، فعرف يعقوب أنها تتضمن مجداً ليوسف يجعل إخوته وأبويه يخضعون لسلطانه.
-4 حسده إخوته على ولوع أبيهم به وإيثاره عليهم، فدبروا له مكيدة إلقائه في الجب، فمرت قافلة فأرسلت واردها إلى البئر فأدلى دلوه، فتعلق يوسف به، فأخذوه عبداً رقيقاً وانتهى أمره إلى مصر فاشتراه رئيس الشرطة فيها، واحتل عنده مكاناً حسناً اكتسبه بحسن خلقه وصدقه، وأمانته وعبقريته. قالوا: ودخول يوسف إلى مصر يمكن تحديده قريباً من سنة (1600) ق.م في عهد الملك أبابي.
-5 عشقته زوجة سيده وشغفت به، فراودته عن نفسه فاستعصم، فدبرت له مكيدة سجنه إذا لم يُلَبّ رغبتها منه، فقال: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} [يوسف: 33].
-6 أعطاه الله علم تعبير الرؤى، وكشف بعض المغيبات، فاستخدم ذلك في دعوة السجناء معه إلى توحيد الله، وإلى دينه الحق.
-7 كان معه في السجن فتيان: رئيسُ سُقاةِ الملك، ورئيس الخبازين، فرأى كل منهما في منامه رؤيا وعرضها على يوسف.
أما رئيس سقاة الملك: فقد رأى أنه يعصر خمراً، فقال يوسف: ستخرج من السجن وتعود إلى عملك فتسقي الملك خمراً.
وأما رئيس الخبازين: فقد رأى أنه يحمل فوق رأسه طبقاً من الخبز، والطير تأكل من ذلك الخبر، فأخبره يوسف: أنه سيصلب وتأكل الطير من رأسه.
وأوصى يوسف رئيس السقاة أن يذكره عند الملك.
وقد تحقق ما عبر به يوسف لكل من الرجلين، إلا أن ساقي الملك نسي وصية يوسف.
-8 لبث يوسف في السجن بضع سنين، حتى رأى الملك رؤيا البقرات السمان والبقرات العجاف، والسنابل الخضر والأخر اليابسات، فعرض رؤياه على السحرة والكهنة فلم يجد عندهم جواباً، عند ذلك تذكر ساقي الملك ما أوصاه به يوسف في السجن فأخبر الملك بأمره، فأرسله إلى يوسف يستفتيه في الرؤيا، فكان جواب يوسف بأن البلاد سيأتيها سبع سنوات مخصبات ثم يأتي بعدها سبع سنوات قحط وجدب. ثم يأتي بعد ذلك عام يغاث فيه الناس وتعم فيه البركة.
-9 أُعجب الملك بما عبر به يوسف، فدعاه للخروج من السجن، ولكن يوسف أراد أن يعاد التحقيق في تهمته قبل خروجه، حتى إذا خرج خرج ببراءة تامة، فأعاد الملك التحقيق، فاعترفت المرأة بأنها هي التي راودته عن نفسه. عند ذلك خرج يوسف من السجن، وقربه الملك واستخلصه لنفسه، وجعله على خزائن الأرض، ويشبه هذا المنصب منصب (وزارة التموين والتجارة)، وسماه الملك اسماً يألفونه في مصر بحسب لغتهم (صفنات فعنيح)، وجعله بمثابة الملك مسلّطاً على كلّ مصر، باستثناء الكرسيّ الأول الذي هو للملك.
-10 نظم يوسف أمر البلاد، وأدار دفة المنصب الذي وُكل إليه إدارة رائعة، وادَّخر في سنوات الخصب الحب في سنابله، لمواجهة الشدة في سنوات القحط، وجاءت سنوات القحط التي عمت مصر وبلاد الشام، فقام بتوزيع القوت ضمن تنظيم حكيم عادل.
-11 علمت أسرته في أرض الكنعانيين بأمر في مصر، فوفد إخوته إلاّ شقيقه بنيامين إلى مصر طالبين الميرة، لأن أباه -سيدنا يعقوب- صار حريصاً عليه بعد أن فقد ولده يوسف، فلما رآهم يوسف عليه السلام عرفهم، وأخذ يحقق معهم عن أسرتهم وعن أبيهم، واستجرَّ منهم الحديث فأخبروه عن بنيامين، فأعطاهم ميرتهم ورد لهم فضتهم في أوعيتهم، وكلفهم أن يأتوا بأخيهم بنيامين في المرة الأخرى، وإلا فليس لهم عنده ميرة، فوعدوه بذلك.
-12 ذكروا لأبيهم ما جرى لهم في مصر، والشرط الذي شرطه عليهم العزيز، وبعد إلحاح شديد ومواثيق أعطوها من الله على أنفسهم، أذن لهم يعقوب عليه السلام بأن يأخذوا معهم أخاهم بنيامين.
-13 ولما وفدوا على يوسف عليه السلام دبَّر لهم أمراً يستبقي فيه أخاه بنيامين عنده، فكلف غلمانه أن يدسوا الإِناء الفضيّ الذي يشرب به في رحل أخيه بنيامين. ولما حملوا ميرتهم عائدين إلى بلادهم أرسل الجنود للبحث عن سقاية الملك، فوجدوها في رحل بنيامين فأخذوه، وكان أمراً شديد الوقع على قلوبهم، وعادوا إلى يوسف يرجونه ويتوسلون إليه أن يخلي سبيل أخيهم، وعرضوا عليه أن يأخذ واحدا منهم مكانه، إلا أنه رفض. فرجعوا إلى أبيهم إلا كبيرهم رأوبين، وأخبروه الخبر فظن بهم سوءاً، وحزن حزناً أفقده بصره. ثم أمرهم بالعودة إلى مصر والتحسس عن يوسف وأخيه، فعادوا إلى مصر وألحّوا بالرجاء أن يمنَّ العزيز عليهم بالإِفراج عن أخيهم، وخلال محادثتهم معه بدرت منها بادرة أسرها يوسف في نفسه، إذ قالوا: {إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل}، يشيرون إلى الحادثة التي اصطنعتها عمته حينما كان صغيراً لتستبقيه عندها.
-14 وبأسلوب بارع عرّفهم يوسف بنفسه، فقالوا: {أَئِنَّكَ لأَنْتَ يُوسُفُ؟!} قال: {أَنَا يُوسُفُ وَهذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا!} [يوسف: 90] قالوا: {تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا!} [يوسف: 91] والتمسوا منه العفو والصفح عما كان منهم، فقال: {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ} [يوسف: 92]. وطلب منهم أن يأتوا بأهلهم أجمعين، وبذلك انتقل بنو إسرائيل إلى مصر، وأقاموا فيها وتوالدوا حتى زمن خروجهم مع موسى عليه السلام.
-15 قالوا: ولما اجتمع يوسف بأبيه - بعد الفراق - كان عمر يعقوب (130) سنة، فيكون عمر يوسف يومئذ (39) سنة، ثم توفي يعقوب بعدها بـ (17)سنة. وعاش يوسف عليه السلام من السنين (110)، ومات في مصر وهو في الحكم ودفن فيها، ثم نقل رفاته إلى الشام أيام موسى عليهما السلام، ودفن بنابلس على الأرجح.
قالوا: وكانت وفاة يوسف عليه السلام قبل مولد موسى عليه السلام بأربع وستين سنة، وبعد مولد إبراهيم بـ (361) سنة. ولكن مثل هذه المدة لا تكفي مطلقاً لأن يتكاثر فيها بنوا إسرائيل إلى المقدار الذي ذكر مؤرخوهم أنهم قد وصلوا إليه أيّام موسى عليه السلام.
(ب) وقد فصَّل القرآن الكريم قصة يوسف عليه السلام في سورة كاملة مسماة باسمه،
وقد أبرزت من حياته مثالاً فريداً من روائع القصص الإِنسانية الهادية المرشدة، مرت في حياة رسول مصلح.
التأصيل الحضارى للتشريع الإسلامى
الاثنين, ديسمبر 26, 2011 | مرسلة بواسطة
يحيي رياض |
تعديل الرسالة

كتب: د.على جمعة مفتى الجمهورية
الإسلام دين حضارة ونسق مفتوح، ارتضاه الله تعالى ليكون دين العالمين، فأرسل سيدنا موسى عليه السلام بالعهد القديم، وأرسل سيدنا عيسى عليه السلام بالعهد الجديد، وأرسل حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم بالعهد الأخير، والتشريع الإسلامى هو الإطار العام والهيكل الخارجى الذى يحتوى هذا الدين ويحميه من الضياع أو الانحراف، وهو أيضاً الذى يجعله نسقاً مفتوحاً حضارياً قابلا للتطبيق فى مختلف الأزمان والأماكن، والمقصود بالتأصيل الحضارى للتشريع الإسلامى هو شرح خصائص هذا العلم حتى يستقر فى الأذهان، وكثير من الناس يحتاجون إلى ذلك فى الوقت الراهن، خاصة أن هناك دقائق فى ذلك العلم تحتاج دائما إلى شرح وإيضاح لمقتضيات العصر المتغيرة المتطورة.
وعندما فكر المجتهدون العظام فى كيفية تأصيل التشريع الإسلامى كان ذلك فى صورة أسئلة متتالية كانت الإجابة عليها - حتى مع اختلاف فى بعضها - تعبر عن مصادر هذا التشريع، وعن كيفية التعامل معها، وكيفية استنباط الأحكام الشرعية منها، وكيفية تطبيقها فى الواقع المعيش، وهذه الأسئلة تتمثل فى الآتى:
السؤال الأول: ما الحجة التى يعتمد عليها المسلم فى تشريعه؟
والسؤال الثانى: كيف يتم توثيق هذه الحجة؟
والسؤال الثالث: كيف نفهم ما ورد إلينا موثقا، بالطريقة التى تطمئن إليها قلوبنا؟
والسؤال الرابع: ما مساحة القطعى والظنى فى هذه الحجة، وبالتالى ما الذى يمكن أن نختلف فيه بناء على أنه ظنى، وما لا يمكن أن نختلف فيه بناء على أنه قطعى؟
والسؤال الخامس: ما موقفنا من المحدثات التى لم ترد بها حجة مباشرة، وهل يمكن أن نستخرج آلية للتعامل مع هذه المحدثات، وما تلك الآلية؟
والسؤال السادس: ما السقف الذى يجب أن نقف عنده فى التزامنا بالتفكير، بحيث لا يترتب عليه شتات أو ضرر لأنفسنا أو للآخرين؟
والسؤال السابع: كيف نرجح عند التعارض والتعادل الظاهر فى ذهن المجتهد بين الحجج المختلفة، فما الذى نقدم، وما الذى نؤخر، وما معيار ذلك؟
والسؤال الثامن: ما شروط ذلك المجتهد الباحث الذى نتكلم عنه؟
والسؤال التاسع: كيف ندرك الواقع المعيش حولنا؟
والسؤال العاشر: كيف نصل بين المطلق والنسبى فى حياتنا؟
إن هذه الأسئلة العشرة يمكن أن نقول بشأنها إنها رحلة فى ذهن المجتهد يسعى من خلالها إلى رسم صورة كاملة للتشريع الإسلامى كنظام حضارى مفتوح.
أما السؤال الأول وهو المتمثل فى ما الحجة؟ فقد توصل جميع المجتهدين عبر القرون إلى أن الحجة تتمثل فى القرآن الكريم باعتباره الوحى المعصوم المحفوظ الذى هو كلام الله سبحانه وتعالى، وذلك لقوله تعالى: «ذَلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ» [البقرة: 2] ولقوله تعالى: «لاَ يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ» [فصلت: 42]. ولقوله سبحانه: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ» [الحجر: 9].
والحجة كذلك فى السنة النبوية المشرفة باعتبارها التطبيق المعصوم الدقيق الواضح العملى الذى علمنا مناهج الوصل بين المطلق «الوحى» والنسبى «الواقع»، لأنها صادرة من النبى صلى الله عليه وسلم، وهو الموصوف من ربه بأنه: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى}.. [النجم: 3]، والموصوف من ربه بأنه : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.. [الأنبياء: 107]، والموصوف من ربه بأنه أسوة حسنة، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}... [الأحزاب : 21]، والموصوف من ربه بأن له الطاعة والاتباع، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ}... [محمد: 33]، وقال سبحانه: {قُلْ اِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}... [آل عمران: 31].
ويتبين لنا فى إجابة هذا السؤال أن من أراد أن ينكر السنة، فإن تفكيره يكون شاذا خارجا عن تفكير كل المجتهدين عبر كل العصور وحتى عصرنا الحاضر، وسوف يلاقى من المشكلات الفقهية والعقدية ما لا يستطيع حله على الإطلاق، وسيضطر إلى تغيير هوية الإسلام، ويخادع نفسه والآخرين بأنه مازال ينتمى إلى هذا الدين، ولقد أنكر السنة شذاذ من الناس لا علاقة لهم بالعلم ولا بأهله، فلا يصدق عليهم أبدا أنهم من الجماعة العلمية، بل هى مجموعة من الأهواء التى تتلاطم فى أفكار مضطربة فى أذهان هؤلاء المدعين.
فالكتاب والسنة إذن هما الحجة، لكننا نجد محاولات فى الشرق والغرب من غير المتخصصين فى الشريعة الإسلامية وعلومها تضيق عليهم أنفسهم وأفكارهم، فيقترحون أن ينكروا السنة النبوية أو يحاولوا ذلك، بصور مختلفة، وبأساليب مبتسرة، يكشف عوارها ويزيح لثام وهنها وبطلانها المتخصصون؛ والعجب أن هؤلاء الواهمين قد يكونون مسلمين مخلصين إلا أنهم قد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت فى فهم العصر وفى فهم الإسلام، وفى محاولة الوصل والتطبيق بينهما... فاللهم اهدنا إلى ما تحب وترضى ونوّر بصيرتنا بنور الحق إنك كريم سميع الدعاء.ا:
أبو حامد محمد بن محمد الغزالي
الجمعة, ديسمبر 23, 2011 | مرسلة بواسطة
يحيي رياض |
تعديل الرسالة

أبو حامد الغزالي، هو أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الطوسي النيسابوري الفقيه الصوفي الشافعي الأشعري الملقب بحجة الإسلام وزين الدين (450 هـ - 505 هـ / 1058م - 1111م)، مجدد القرن الخامس الهجري، أحد أهم أعلام عصره وأحد أشهر علماء الدين السنة في التاريخ الإسلامي.[
ولد أبو حامد الغزالي في قرية "غزالة" القريبة من طوس من إقليم خراسان عام 450 هـ الموافق 1058م، وإليها ينسب. ونشأ في بيت فقير من عائلة خراسانية فقد كان والده رجلاً زاهداً ومتصوفاً لا يملك غير حرفته، ولكن كانت لديه رغبة شديدة في تعليم ولديه محمد وأحمد، وحينما حضرته الوفاة عهد إلى صديق له متصوف برعاية ولديه، وأعطاه ما لديه من مال يسير، وأوصاه بتعليمهما وتأديبهما. فاجتهد الرجل في تنفيذ وصية الأب على خير وجه حتى نفد ما تركه لهما أبوهما من المال، وتعذر عليه القيام برعايتهما والإنفاق عليهما، فألحقهما بإحدى المدارس التي كانت منتشرة في ذلك الوقت، والتي كانت تكفل طلاب العلم فيها.
[عدل]تعليمه
ابتدأ طلبه للعلم في صباه، فأخذ الفقه في طوس، ثم قدم نيسابور ولازم إمام الحرمين الجويني في نيسابور فأخذ عنه جملة من العلوم في الفقه وأصوله وعلم الكلام والمنطق، وفي هذه الفترة ألف الغزالي كتابه "المنخول" وعرضه على شيخه الجويني، فأعجب به قائلاً: «دفنتني وأنا حي! هلا صبرت حتى أموت؟!». واجتهد الغزالي في طلب العلم حتى تخرج في مدة قريبة وصار أفضل أهل زمانه وأوحد أقرانه.
[عدل]شيوخه
درس الغزالي على عدد من العلماء والأعلام، منهم:
أحمد الرازكاني، أخذ عنه الفقه في طوس.
أبو نصر الإسماعيلي.
أبو المعالي الجويني، أخذ عنه الفقه وأصوله وعلم الكلام والمنطق والفلسفة.
الفضل بن محمد الفارمذي، تلميذ أبو القاسم القشيري، والذي اشتهر في زمانه حتى صار مقصد طالبي التصوف[1]، وقد أخذ عنه الغزالي التصوف.
الشيخ يوسف النساج، وقد أخذ عنه التصوف.
[عدل]تلاميذه
أبو منصور ابن الرزاز.
أبو عبد الله الجيلي.
البارباباذي.
أبو الفتح الباقرجي.
أبو العباس الأقليشي.
أبو بكر بن العربي[2].
عبد القادر الجيلاني[3].
[عدل]بداية تدريسه
جلس الغزالي للإقراء وإرشاد الطلبة وتأليف الكتب في أيام إمامه الجويني، وكان الإمام يتبجح به ويعتد بمكانه منه. ثم خرج من نيسابور وحضر مجلس الوزير نظام الملك فأقبل عليه وحل منه محلاً عظيماً لعلو درجته وحسن مناظرته، وكان مجلس نظام الملك محطاً لرحال العلماء، ومقصد الأئمة والفضلاء، ووقع للإمام الغزالي فيها اتفاقات حسنة من مناظرة الفحول، فظهر اسمه وطار صيته، فأشار عليه نظام الملك بالمسير إلى بغداد للقيام بالتدريس في المدرسة النظامية، فسار إليها سنة 484 هـ وأعجب الكل بتدريسه ومناظرته وحضره الأئمة الكبار كابن عقيل وابي الخطاب وتعجبوا من كلامه ونقلوه في مصنفاتهم [4]، فصار إمام العراق بعد أن حاز إمامة خراسان، وارتفعت درجته في بغداد على الأمراء والوزراء والأكابر وأهل دار الخلافة.
[عدل]تجربته المعرفية والروحية
مرّ الغزالي في حياته بمرحلة شكّ خلالها في الحواس والعقل وفي قدرتهما على تحصيل العلم اليقيني (وهذه الحالة هي التي تسمى فترة الشك وهي غير الأزمة الروحانية التي أدت بالغزالي إلى ترك بغداد؛ وهي الأزمة الأولى وهي بطابعها غير روحانية وإنما هي معرفية) ودخل في مرحلة من السفسطة الغير منطقية حتى شفاه الله منها بعد مدة شهرين تقريبًا، حيث يقول عن نفسه: «فلما خطرت لي هذه الخواطر - خواطر الشك في المحسوسات والمعقولات - وانقدحت في النفس، حاولت لذلك علاجاً فلم يتيسر، إذ لم يكن دفعه إلا بالدليل، ولم يمكن نصب دليل إلا من تركيب العلوم الأولية، فإذا لم تكن مسلمة لم يمكن تركيب الدليل. فأعضل هذا الداء، ودام قريباً من شهرين أنا فيهما على مذهب السفسطة بحكم الحال، لا بحكم النطق والمقال، حتى شفى الله تعالى من ذلك المرض، وعادت النفس إلى الصحة والاعتدال، ورجعت الضروريات العقلية مقبولة موثوقاً بها على أمن ويقين؛ ولم يكن ذلك بنظم دليل وترتيب كلام، بل بنور قذفه الله تعالى في الصدر وذلك النور هو مفتاح أكثر المعارف»[5].
ويتابع الغزالي قائلا عن نفسه: ولما شفاني الله من هذا المرض بفضله وسعة جوده، أنحصرت أصناف الطالبين عندي في أربع فرق:
المتكلمون: وهم يدَّعون أنـهم أهل الرأي والنظر.
الباطنية: وهم يزعمون أنـهم أصحاب التعليم والمخصوصون بالاقتباس من الإمام المعصوم.
الفلاسفة: وهم يزعمون أنـهم أهل المنطق والبرهان.
الصوفية: وهم يدعون أنـهم خواص الحضرة وأهل المشاهدة والمكاشفة.
فقلت في نفسي: الحق لا يعدو هذه الأصناف الأربعة، فهؤلاء هم السالكون سبل طلب الحق، فإن شذَّ الحق عنهم، فلا يبقى في درك الحق مطمع... فابتدرت لسلوك هذه الطرق، واستقصاء ما عند هذه الفرق، مبتدئاً بعلم الكلام، ومثنياً بطريق الفلسفة، ومثلثاً بتعلم الباطنية، ومربعاً بطريق الصوفية.
[عدل]المتكلمون، ولم يجد ضالّته عندهم
بدأ الغزالي في تحصيل علم الكلام وطالع كتب المحققين منهم، حتى عقله وفهمه حق الفهم، بل وصنف فيه عدة من الكتب التي أصبحت مرجعا في علم الكلام فيما بعد مثل كتاب الاقتصاد في الاعتقاد. ولقد قال الغزالي عن علم الكلام أنه حفظ العقيدة من الشكوك التي تثار حولها والطعون التي توجه إليها. أما أن يخلق علم الكلام عقيدة الإسلام في إنسان نشأ خاليا عنها غير مؤمن بها، فهذا ما لم يحاوله علم الكلام، وما لم يكن في مهمته، وقد قضت عليه مهمته تلك أن يأخذ مقدماته من هؤلاء الطاعنين المشككين ليؤاخذهم بلوازم مسلماتهم، وهي مقدمات واهية ضعيفة قال: وكان أكثر خوضهم (يقصد علم الكلام) في استخراج مناقضات الخصوم ومؤاخذتهم بلوازم مسلماتهم[6]. هذا هو مقصود علم الكلام؛ أما مقصود الغزالي فهو إدراك الحقيقة الدينية إداركا يقينيا عن مكاشفة ودقة ووضوح. لهذا يقول الغزالي مشيرا إلى علم الكلام: فلم يكن الكلام في حقي كافيا، ولا لدائي الذي كنت أشكوه شافيا[6].
لم يجد الغزالي ضآلته المنشودة في علم الكلام، ورآه غير واف بمقصوده، إذن لم يكن علم الكلام مقنعا للغزالي فظل يبحث عن الحقيقة انتقل إلى الصنف الثاني من طالبين الحقيقة وهم الفلاسفة.
[عدل]الفلاسفة، وقد انتقدهم
تناول الغزالي بحوث الفلاسفة التي تعرضوا فيها لموضوعات العقيدة، عله يجد لديهم من فنون المحاولات العقلية ما يقطع بصحة ما ذهبوا إليه بشأنها، فوجدهم قد اختلفوا فيها اختلافا كبيرا. سرعان ما أدرك الغزالي أن مزاولة العقل لهذه المهمة إقحام له فيما لا طاقة له به، وأن أسلوب العقل في تفهم الأمور الرياضية، ولا يمكن أن تخضع له المسائل الإلهية. فألف الغزالي في نقدهم وتفنيد آرائهم كتبا أهمها كتاب تهافت الفلاسفة. لذلك خرج الغزالي بهذه النتيجة: فإني رأيتهم أصنافاً، ورأيت علومهم أقساماً؛ وهم على كثرة أصنافهم يلزمهم وصمة الكفر والإلحاد، وإن كان بين القدماء منهم والأقدمين، وبين الأواخر منهم والأوائل، تفاوت عظيم في البعد عن الحق والقرب منه[7].
فكذلك لم يجد الغزالي ضآلته في الفلسفة ورآها غير جديرة بما يمنحها الناس من ثقة، فإتجه إلى ثالث فرقة من أصناف الباحثين عن الحق وهي الباطنية أو التعليمية.
[عدل]الباطنية، وقد انتقدهم
في عهد الخليفة العباسي المستظهر برزت فرقة تسمى الباطنية وكانت ترى أنه يجب تأويل القرآن والبحث في باطنه وعدم قبول ظاهره فقد كانوا يؤمنون بالمعاني الباطنة. وإن لهذه الفرقة أفكار ضآلة وملحدة حتى أنها كانت تهدف إلى التشكيك في أركان الشريعة فمثلا يقولون ما الهدف من رمي الحجارة وما الداعي للسعي بين الصفا والمروة؟ إذن كانت فرقة ملحدة تكفيرية خطيرة أحس الخليفة العباسي بخطرها فطلب من الغزالي أن يؤلف كتاب يقوم فيه بالرد عليهم. فتمعن الغزالي بأفكارهم وتعمق بها وكتب كتاب "فضائح الباطنية"، فانتقدهم في كتابه وتأثر بكتب من سبقوه في نقد هذه الفرقة.
يقول الباطنية: إن العقل لا يؤمن عليه الغلط، فلا يصح أخذ حقائق الدين عنه. وإلى هذا الحكم انتهى
الغزالي عند امتحانه للفلاسفة، فهم إذن في هذه النقطة متفقون. عماذا إذن يأخذون قضايا الدين في ثوبها اليقيني؟! يأخذونها عن الإمام المعصوم الذي يتلقى عن الله بواسطة النبي. أحبب بهذا الإمام وبما يأتي عن طريقه. ولكن أين ذلك الإمام، فتش عنه الغزالي طويلا فلم يجده، وتبين أنهم فيه مخدوعون، وأن هذا الإمام لا حقيقة له في الأعيان، فعاد أدراجه وكرّ راجعا، بعد ما ألف كتبا ضدهم أوجعهم فيها نقدا وتفنيدا كما يقول: فلما خبرناهم نفضنا اليد عنهم أيضاً.
وأيضا لم يجد الغزالي ضآلته عند الباطنية، ورآهم غارقين في حيرة، فوصل أخيرا عند الصوفية، وعندها ابتدأ اعتزاله عن الناس وسفره.
[عدل]الصوفية، ووجد ضالّته عندهم
عندما فرغ الغزالي من هذه العلوم، أقبل بهمته على طريق الصوفية، وبما أن طريقتهم إنما تتم بعلم وعمل؛ وكان حاصل علومهم قطع عقبات النفس. والتنـزه عن أخلاقها المذمومة وصفاتها الخبيثة، حتى يتوصل بـها إلى تخلية القلب عن غير الله تعالى وتحليته بذكر الله. ابتدأ الغزالي بتحصيل علمهم من مطالعة كتبهم مثل:
قوت القلوب لأبي طالب المكي.
كتب الحارث المحاسبي.
المتفرقات المأثورة عن الجنيد.
المتفرقات المأثورة عن الشبلي.
المتفرقات المأثورة عن أبي يزيد البسطامي. وبعد أن اطلع الغزالي على كنه مقاصدهم العلمية، وحصل ما يمكن أن يحصل من طريقهم بالتعلم والسماع. فظهر له أن أخص خواصهم، ما لا يمكن الوصول إليه بالتعلم بل بالذوق والحال وتبدل الصفات. فيقول عن نفسه: فعلمت يقيناً أنـهم أرباب الأحوال، لا أصحاب الأقوال. وأن ما يمكن تحصيله بطريق العلم فقد حصّلته، ولم يبقَ إلا ما لا سبيل إليه بالسماع والتعلم، بل بالذوق والسلوك[8].
عند ذلك لاحظ الغزالي على نفسه انغماسه في العلائق وأنه في تدريسه وتعليمه مقبل على علوم غير مهمة ولا نافعة في طريق الآخرة، ونيته غير خالصة لوجه الله تعالى، بل باعثها
ومحركها طلب الجاه وانتشار الصيت. فلم أزل يتفكر فيه مدة، يصمم العزم على الخروج من بغداد ومفارقة تلك الأحوال يوماً، ويحل العزم يوماً، ويقدم فيه رجلاً ويؤخر عنه أخرى. يقول الغزالي عن نفسه: فلم أزل أتردد بين تجاذب شهوات الدنيا، ودواعي الآخرة، قريباً من ستة أشهر أولها رجب سنة ثمان وثمانين وأربع مائة (488 هـ). وفي هذا الشهر جاوز الأمر حد الاختيار إلى الاضطرار، إذ أقفل الله على لساني حتى اعتقل عن التدريس، فكنت أجاهد نفسي أن أدرس يوماً واحداً تطييباً لقلوب المختلفة إلي، فكان لا ينطق لساني بكلمة واحدة ولا أستطيعها البتة...ثم لما أحسست بعجزي، وسقط بالكلية اختياري، التجأت إلى الله تعالى التجاء المضطر الذي لا حيلة له، فأجابني الذي يجيب المضطر إذا دعاه، وسهل على قلبي الإعراض عن الجاه والمال والأهل والولد والأصحاب، وأظهرت عزم الخروج إلى مكة وأنا أدبّر في نفسي سفر الشام حذراً أن يطلع الخليفة وجملة الأصحاب على عزمي على المقام في الشام ؛ فتلطفت بلطائف الحيل في الخروج من بغداد على عزم أن لا أعاودها أبداً.
ثم دخل الشام، وأقام به قريباً من سنتين لا شغل له إلا العزلة والخلوة؛ والرياضة والمجاهدة، اشتغالاً بتزكية النفس، وتـهذيب الأخلاق، وتصفية القلب لذكر الله تعالى، كما كان يحصله من كتب الصوفية. فكان يعتكف مدة في مسجد دمشق، يصعد منارة المسجد طول النهار، ويغلق بابـها على نفسه. ثم رحل منها إلى بيت المقدس، يدخل كل يوم الصخرة، ويغلق بابـها على نفسه. ثم يتابع الغزالي رحلته وخلوته ويقول عن نفسه: ثم تحركت فيَّ داعية فريضة الحج، والاستمداد من بركات مكة والمدينة. وزيارة رسول الله بعد الفراغ من زيارة الخليل صلوات الله وسلامه عليه ؛ فسرت إلى الحجاز.
ودام الغزالي في خلوته مقدار عشر سنين؛ ليصل إلى نتيجة وهي في قوله: إني علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة، وأن سيرتهم أحسن السير، وطريقهم أصوب الطرق، وأخلاقهم أزكى الأخلاق. بل لو جُمع عقل العقلاء، وحكمة الحكماء، وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء، ليغيروا شيئاً من سيرهم وأخلاقهم، ويبدلوه بما هو خير منه، لم يجدوا إليه سبيلاً. فإن جميع حركاتـهم وسكناتـهم، في ظاهرهم وباطنهم، مقتبسة من نور مشكاة النبوة؛ وليس وراء نور النبوة على وجه الأرض نور يستضاء به. وبالجملة، فماذا يقول القائلون في طريقة، طهارتـها - وهي أول شروطها - تطهير القلب بالكلية عما سوى الله تعالى، ومفتاحها الجاري منها مجرى التحريم من الصلاة، استغراق القلب بالكلية بذكر الله، وآخرها الفناء بالكلية في الله؟ وهذا آخرها بالإضافة إلى ما يكاد يدخل تحت الاختيار والكسب من أوائلها. وهي على التحقيق أول الطريقة، وما قبل ذلك كالدهليز للسالك إليه. ومن أول الطريقة تبتدئ المكاشفات والمشاهدات، حتى أنـهم في يقظتهم يشاهدون الملائكة، وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم أصواتاً ويقتبسون منهم فوائد. ثم يترقى الحال من مشاهدة الصور والأمثال، إلى درجات يضيق عنها نطاق النطق، فلا يحاول معبر أن يعبر عنها إلا اشتمل لفظه على خطأ صريح لا يمكنه الاحتراز عنه[9].
وخلال فترة اعتزاله ألف الغزالي كتابه إحياء علوم الدين والذي ابتدأ تأليفه في القدس ثم أتمـه بدمشق، وهو يمثل تجربته التي عاشها في تلك الفترة. ويعتبر كتاب الإحياء أحد أهم كتبه التي ألفها، وأحد أهم وأشمل الكتب في علم التصوف. حتى أنه قيل عنه: من لم يقرأ الإحياء فليس من الأحياء. كما وألف كتابه "المنقذ من الضلال" كتب فيه قصة اعتزاله وعودته.
اتسم منهج الامام الغزالي بعد مسيرته الصوفية بشيء من الوسطية ووقف بآرائة ضد العصبية الدينية والافكار التكفيرية, حيث ارجع ابتعاد الناس عن طريق الحق والتدين متمثل في طريقة الدعوة التي تباناها اشخاص يزكون انفسم باظار فساد غيرهم وان لم يكن فاسد وإخراج الدين عن منهج الفطرة الذي اتسم به منذ بداية الدعوة فكانت من حكمة الشهيرة في كتاب احياء علوم الدين قوله " إن انتشار الكفر في العالم يحمل نصف أوزاره متدينون بغضوا الله إلى خلقه بسوء صنيعهم وسوء كلامهم" كانت تختصر هذه الحكمة منهجا قد ساد في زمن الامام الغزالي تمثل بتشويه افراد متعصبين دينيا لاسس الدعوة الإسلامية أو اسس الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى بغضهم الناس وبغضوا ما اقترن فيهم من تدين، اي انهم بغضو الدين لاجل هؤلاء الافراد.
[عدل]عودته إلى بلده
يقول الغزالي عن نفسه: لما رأيت أصناف الخلق قد ضعف إيـمأنـهم إلى هذا الحد بـهذه الأسباب، ورأيت نفسي ملبة بكشف هذه الشبهة، حتى كان إفضاح هؤلاء أيسر عندي من شربة ماء، لكثرة خوضي في علومهم وطرقهم - أعني طرق الصوفية والفلاسفة والتعليمية والمتوسمين من العلماء-، انقدح في نفسي أن ذلك -الرجوع إلى بلده - متعين في هذا الوقت، محتوم. فماذا تغني الخلوة والعزلة، وقد عم الداء، ومرض الأطباء، وأشرف الخلق على الهلاك؟... فشاورت في ذلك جماعة من أرباب القلوب والمشاهدات، فاتفقوا على الإشارة بترك العزلة، والخروج من الزاوية ؛ وانضاف إلى ذلك منامات من الصالحين كثيرة متواترة، تشهد بأن هذه الحركة مبدأ خير ورشد قدّرها الله سبحأنه على رأس هذه المائة ؛ فاستحكم الرجاء، وغلب حسن الظنّ بسبب هذه الشهادات وقد وعد الله سبحأنه بإحياء دينه على رأس كل مائة. ويسّر الله تعالى الحركة إلى نيسابور، للقيام بـهذا المهم في ذي القعدة، سن تسع وتسعين وأربع مائة (499 هـ). وكان الخروج من بغداد في ذي القعدة سنة ثمان وثمانين وأربع مائة (488 هـ). وبلغت مدة العزلة إحدى عشر سنة. وهذه حركة قدّرها الله تعالى، وهي من عجائب تقديراته التي لم يكن لها انقداح في القلب في هذه العزلة، كما لم يكن الخروج من بغداد، والنـزوع عن تلك الأحوال مما خطر إمكأنه أصلاً بالبال ؛ والله تعالى مقلب القلوب والأحوال و(قلب المؤمن بين إصبعين من أصابعِ الرحمن). وأنا أعلم أني، وإن رجعت إلى نشر العلم، فما رجعت! فإن الرجوع عَودٌ إلى ما كان، وكنت في ذلك الزمان أنشر العلم الذي به يكتسب الجاه، وأدعو إليه بقولي وعملي، وكان ذلك قصدي ونيتي. وأما الآن فأدعو إلى العلم الذي به يُترك الجاه، ويعرف بـه سقوط رتبة الجاه. هذا هو الآن نيتي وقصدي وأمنيتي ؛ يعلم الله ذلك مني ؛ وأنا أبغي أن أصلح نفسي وغيري، ولست أدري أأصِل مرادي أم أُخترم دون غرضي؟ ولكني اؤمن إيمان يقين ومشاهدة أنه لا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم؛ وأني لم أتحرك، لكنه حركني ؛ وإني لم أعمل، لكنه استعملني ؛ فأسأله أن يصلحني أولاً، ثم يُصلح بي، ويهديني، ثم يهدي بي ؛ وأن يريني الحق حقاً، ويرزقني اتباعه، ويريني الباطل باطلاً، ويرزقني اجتنابه[10].
عاد الغزالي إذن إلى وطنه طوس لازماً بيته مقبلاً على العبادة ونصح العباد وإرشادهم ودعائهم إلى الله تعالى، والاستعداد للدار الآخرة مرشد الضالين ومفيد الطالبين، وكان معظم تدريسه في التفسير والحديث والتصوف. فلما صارت الوزارة إلى فخر الملك احضره وسمع كلامه والزمه بالخروج إلى نيسابور فخرج ودرس ثم عاد إلى وطنه واتخذ في جواره مدرسة ورباطًا للصوفية وبنى دارًا حسنة وغرس فيها بستانًا وتشاغل بالقران وسمع الصحاح.
[عدل]نظرياته التربوية
يعد أبو حامد الغزالي من كبار المفكرين المسلمين بعامه ومن كبار المفكرين بمجال علم الأخلاق والتربية بخاصه، وقد استفاد الغزالي من تجربته العميقة معتمدا على الشريعة الإسلامية في بناء منهجية متكاملة في تربية النفس الإنسانية. كما بين
الطرق العمليه لتربيه الأبناء وإصلاح الاخلاق الذميمة وتخليص الإنسان منها، فكان بذلك مفكراً ومربياً ومصلحاً اجتماعياً في أن معاً.
[عدل]الاخلاق
يرى الغزالي ان الاخلاق ترجع إلى النفس لا إلى الجسد، فالخلق عنده هيئه ثابته قفي النفس تدفع الإنسان للقيام بالافعال الاخلاقيه بسهوله ويسر دون الحاجة إلى التفكير الطويل.
ويرى الغزالي ان الاخلاق الفاضلة لا تولد مع الإنسان، وإنما يكتسبها عن طريق التربية والتعليم من البيئة التي يعيش فيها. والتربية الأخلاقية السليمة في نظر الغزالي تبدأ بتعويد الطفل على فضائل الاخلاق وممارستها مع الحرص على تجنيبه مخالطة قرناء السوء حتى لا يكتسب منهم الرذائل، وفي سن النضج العقلي تشرح له الفضائل شرحاً علمياً يبين سبب عدها فضائل وكذلك الرذائل وسبب عدها رذائل حتى يصبح سلوكه مبيناً على علم ومعرفة واعية.
[عدل]السعادة
السعادة كما يراها الغزالي هي تحصيل أنواع الخيرات المختلفة وهي:
خيرات خاصه بالبدن، مثل الصحه والقوة وجمال الجسم وطول العمر.
خيرات خاصه بالنفس وهي فضائل النفس "الحكمة والعلم والشجاعه والعفة".
خيرات خارجية وهي الوسائل وكل ما يعين الإنسان في حياته، مثل المال والمسكن ووسائل النقل والأهل والأصدقاء.
خيرات التوفيق الالهي مثل الرشد والهداية والسداد والتأمل.
[عدل]من أشهر كتب الغزالي
صندوق لقلم يعود للإمام الغزالي، موجودة في متحف القاهرة
ألّف الإمام الغزالي خلال مدة حياته (55 سنة) الكثير من الكتب في مختلف صنوف العلم، حتى أنه قيل: إن تصانيفه لو وزعت على أيام عمره أصاب كل يوم كتاب. حيث بلغت 457 مصنفا ما بين كتاب ورسالة، كثير منها لا يزال مخطوطا، ومعظمها مفقود[11]. ومن هذه الكتب:
[عدل]في العقيدة وعلم الكلام والفلسفة
مقاصد الفلاسفة.
تهافت الفلاسفة.
الاقتصاد في الأعتقاد.
بغية المريد في مسائل التوحيد.
إلجام العوام عن علم الكلام.
المقصد الأسنى شرح أسماء الله الحسنى.
فضائح الباطنية.
القسطاس المستقيم (الرد على الاسماعلية).
فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة.
[عدل]في الفقه وأصوله والمنطق
المستصفى في علم أصول الفقه.
المنخول في تعليقات الأصول.
الوسيط في فقه الإمام الشافعي.
الوجيز في فقه الإمام الشافعي.
معيار العلم في المنطق.
محك النظر (منطق).
[عدل]في التصوف
إحياء علوم الدين.
بداية الهداية.
المنقذ من الضلال.
روضة الطالبين وعمدة السالكين.
الأربعين في أصول الدين.
منهاج العابدين إلى جنة رب العالمين.
معارج القدس في مدارج معرفة النفس.
الدعوات المستجابه ومفاتيح الفرج.
مدخل السلوك الي منازل الملوك.
أصناف المغرورين.
مشكاة الأنوار.
ميزان العمل.
أيها الولد المحب.
كيمياء السعادة (في الفارسية: كيمياي سعادت).
سر العالمين وكشف ما في الدارين.
مكاشفه القلوب المقرب الي حضره علام الغيوب.
[عدل]أخرى
جواهر القرآن ودرره.
الحكمة في مخلوقات الله.
التبر المسبوك في نصحية الملوك.
آداب النكاح وكسر الشهوتين.
القصيدة المنفرجة.
شفاء الغليل في بيان الشبه والمخيل ومسالك التعليل.
[عدل]قال العلماء عنه
شيخه أبو المعالي الجويني: الغزالي بحر مغدق.وعندما ألف الغزالي (المنخول في أصول الفقه) في مطلع شبابه، قال له الجويني : دفنتني وأنا حي، هلا صبرت حتى أموت، كتابك غطى على كتابي!
الذهبي:الشيخ الإمام البحر، حجة الإسلام، أعجوبة الزمان، زين الدين أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الشافعي، الغزالي، صاحب التصانيف والذكاء المفرط.
ابن الجوزي: صنف الكتب الحسان في الأصول والفروع، التي انفرد بحسن وضعها وترتيبها، وتحقيق الكلام فيها.
تاج الدين السبكي: حجة الإسلام ومحجة الدين التي يتوصل بها إلى دار السلام، جامع أشتات العلوم، والمبرز في المنقول منها والمفهوم، جرت الأئمة قبله بشأو ولم تقع منه بالغاية، ولا وقف عند مطلب وراء مطلب لأصحاب النهاية والبداية.
ابن النجار: أبو حامد إمام الفقهاء على الإطلاق ورباني الأمة بالاتفاق، ومجتهد زمانه، وعين أوانه برع في المذهب والأصول والخلاف والجدل والمنطق وقرأ الحكمة والفلسفة، وفهم كلامهم وتصدى للرد عليهم، وكان شديد الذكاء، قوي الإدراك، ذا فطنة ثاقبة، وغوص على المعاني.
أبو الحسن الشاذلي: إذا عرضت لكم إلى الله حاجة فتوسلوا إليه بالإمام أبي حامد[12].
أبو العباس المرسي: إنا لنشهد له بالصديقية العظمى[12].
ابن العماد الحنبلي: الإمام زين الدين حجة الإسلام، أبو حامد أحد الأعلام، صنف التصانيف مع التصون والذكاء المفرط والاستبحار في العلم وبالجملة ما رأى الرجل مثل نفسه[13].
ابن كثير: كان من أذكياء العالم في كل ما يتكلم فيه.
أبو بكر ابن العربي: رأيت الغزالي ببغداد يحضر درسه أربعمائة عمامة من أكابر الناس وأفاضلهم يأخذون عنه العلم[14].
أسعد الميهني: لا يصل إلى معرفة علم الغزالي وفضله إلا من بلغ أو كاد يبلغ الكمال في عقله.
عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي: أبو حامد الغزالي حجة الإسلام والمسلمين، إمام أئمة الدين، من لم تر العيون مثله لساناً وبياناً ونطقاً وخاطراً وذكاءً وطبعاً.
محمد بن يحيى: الغزالي هو الشافعي الثاني.
الأسنوي: الغزالي إمام باسمه تنشرح الصدور وتحيا النفوس، وبرسمه تفتخر المحابر وتهتز الطروس، وبسماعه تخشع الأصوات وتخضع الرؤوس[15]. وقال أيضا: وهو قطب الوجود والبركة الشاملة لكل موجود وروح خلاصة أهل الإيمان والطريق الموصلة إلى رضا الرحمن يتقرب إلى الله تعالى به كل صديق ولا يبغضه إلا ملحد أو زنديق[16].
تلميذه الشيخ أبو العباس الأقليشي المحدّث الصّوفي، مدحه ومدح كتاب إحياء علوم الدين في أبيات من الشعر:
أبا حامد أنت المخصص بالمجدِ وأنت الذي علمتنا سنن الرشدِ
وضعت لنا الإحياء تحيي نفوسنا وتنقذنا من طاعة النازغ المردي
فربع عباداته وعاداته التي يعاقبها كالدر نظم في العقدِ
وثالثها في المهلكات وإنه لمنج من الهلك المبرح والبعدِ
ورابعها في المنجيات وإنه ليسرح بالأرواح في جنة الخُلْدِ
ومنها ابتهاج للجوارح ظاهر ومنها صلاح للقلوب من الحقدِ
[عدل]رؤيا في الإمام الغزالي
قال الحافظ ابن عساكر[17]: سمعت الإمام الفقيه الصوفي سعد بن علي بن أبي هريرة الإسفراييني يقول: سمعت الشيخ الإمام الأوحد زين القراء جمال الحرم أبا الفتح الشاوي بمكة المشرفة يقول: دخلت المسجد الحرام يوماً فطرأ عليّ حال وأخذني عن نفسي، فلم أقدر أن أقف ولا أجلس لشدة ما بي، فوقعت على جنبي الأيمن تجاه الكعبة المعظمة وأنا على طهارة، وكنت أطرد عن نفسي النوم، فأخذتني سنة بين النوم واليقظة، فرأيت النبي في أكمل صورة وأحسن زي من القميص والعمامة، ورأيت الأئمة الشافعي ومالكاً وأبا حنيفة وأحمد رحمهم الله يعرضون عليه مذاهبهم واحداً بعد واحد، وهو يقررهم عليها، ثم جاء شخص من رؤساء المبتدعة ليدخل الحلقة فأمر النبي بطرده وإهانته، فتقدمت أنا وقلت: يا رسول الله، هذا الكتاب ـ أعني إحياء علوم الدين ـ معتقدي ومعتقد أهل السنة والجماعة، فلو أذنت لي حتى أقرأه عليك فأذن لي فقرأت عليه من "كتاب قواعد العقائد". بسم الله الرحمن الرحيم، كتاب قواعد العقائد وفيه أربعة فصول: الفصل الأول في ترجمة عقيدة أهل السنة، حتى انتهيت إلى قول الغزالي: وأنه تعالى بعث النبي الأمي القرشي محمداً إلى كافة العرب والعجم والجن والإنس؛ فرأيت البشاشة في وجهه. ثم التفت وقال: أين الغزالي؟ وإذا بالغزالي واقف بين يديه فقال: ها أنا ذا يا رسول الله، وتقدم وسلم، فرد ، عليه الصلاة والسلام، وناوله يده الكريمة فأكب عليها الغزالي يقبلها ويتبرك بها، وما رأيت النبي أشد سروراً بقراءة أحد عليه مثل ما كان بقراءتي عليه الإحياء، ثم انتبهت والدمع يجري من عيني من أثر تلك الأحوال والكرامات.
[عدل]وفاته
توفي أبو حامد الغزالي يوم الاثنين 14 جمادى الآخرة 505 هـ، الموافق 19 ديسمبر 1111م، في مدينة طوس، وسأله قبيل الموت بعض أصحابه: أوص، فقال: عليك بالاخلاص فلم يزل يكررها حتى مات.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)